سعد بن عبدالقادر القويعي
إشارة إلى الداء، وتحليله، والعمل على تقديم العلاج، والدواء، فقد كشفت رئاسة أمن الدولة عن أربعة علامات تدل على التطرف، وعدم الاعتدال، وهي وإن كانت مشكلة في غاية الخطورة، والتعقيد، وتحتاج إلى الكثير من الدراسات؛ نظرا لاختلاط المفاهيم فيما بينها، إلا أن ممارسة الخداع، والتمويه من خلال توظيف الدين؛ لإضفاء الشرعية في خطاباتهم السياسية، أدى - في نهاية الأمر - إلى تبني لغة العنف، وشعار الفوضى، وتقسيم المنطقة، والحروب البغيضة؛ باعتبار أن التطرف من الظواهر التي تؤثر بشكل كبير في بنية المجتمعات بشكل سلبي.
مع استفحال مشكلة التطرف، فإن تحذير الرئاسة من التعامل مع هؤلاء الذين يعملون لخرق السفينة، والتي ستغرق الجميع ما لم يتكاتف المجتمع لنبذ هؤلاء المتطرفين، وإجهاض فكرهم السوداوي، وتوعية المجتمع بالأهداف، والأطماع الخارجية، هو أسلوب من البحث عن حلول عملية استباقية؛ لمواجهة المشكلة في بداياتها؛ لأن المبدأ في بداياته سببه الجهل بمقاصد الشريعة، وواقع الناس، وملابسات المسألة الشرعية. كما أن الانحراف عن معايير العدالة، والعقلانية، أحد أهم أسباب ظاهرة التعصب الديني.
قبل التورط الكامل بتقبل منظومة التطرف، والغلو، أو الأعمال الإرهابية، فإن هذه العلامات المتطرفة مناقضة للاعتدال، والوسطية، وتدل على التشدد، والانحلال، ومن ذلك على سبيل المثال: التركيز على الأحداث السياسية، والانتقاد المستمر لحكام المسلمين، وجعل هذا الأمر محور حديث النقاش، واتهام المخالفين بالردة، ودعم، وتأييد الجماعات التي تدعو لاستخدام العنف، والثناء المستمر على كتابات، وأقوال منظري الجماعات الإرهابية، وتأييد أعمال العنف التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، والثناء على منفذيها.
التطرف هو ظاهرة عالمية، له أسبابه، وعوامله، شأنه شأن الظواهر الاجتماعية الأخرى؛ من أجل اتخاذ الدين وسيلة لتحويل الفكر إلى سلوك إرهابي. ويبقى ترسيخ مفهوم التفكير النقدي للأفكار، والسلوكيات عاملا مهما؛ للحيلولة دون استغلالهم كأدوات تحركها قوى إرهابية، تحاول النيل من مقدرات الوطن، وأن تضع حدا لهم قبل انخراطهم في أعمال تخريبية تهدد أمن الدولة.