أ.د. يوسف بن أحمد الرميح

فقد الوطن ومنطقة القصيم وعنيزة خصوصاً في يوم الاثنين 19-5-1439هـ أحد رجالاتها الأفذاذ رجل قضى حياته في العلم والعمل الخيري والتطوع والعطاء والبذل, رجل مشهود له من الجميع بالمحبة والوفاء والصدق.. إنه فقيد الوطن الأستاذ المربي الفاضل عبد الله بن زيد الفره -رحمه الله-. فلقد كان أبو محمد -رحمه الله- نبعاً متدفقاً من العلم الممزوج بالخلق الرفيع والذوق الراقي والرائع لطبيعة مجتمعنا، ولقد فقدنا برحيله علماً من أعلامنا, فقد رحل رحمه الله بهدوء، كما كانت حياته كلها هدوء وعلم وفضل وتقوى وأسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يخلف علينا بمثله في العلم والثقافة والخلق والتواضع.

فلقد بدأ المرحوم حياته العملية بعد تخرجه من معهد المعلمين بعنيزة حيث عُيّن مدرسًا في المدرسة الفيصلية في أول حياته العملية، ثم انتقل إلى إدارة التعليم رئيساً لقسم النشاط المدرسي إلى أن تقاعد عن العمل الحكومي، واتجه إلى النشاط في المجال الصحي حيث أسس مجمع السلام للخدمات الطبية بجميع تخصصاته العلاجية، يخدم جميع فئات المجتمع. ويعتبر المجمع مستشفى مصغرًّا.

وكان رحمه الله قد حظي بتكريم صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم سابقاً الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، في مركز الملك خالد الحضاري ببريدة قبل سنوات، وتم خلال الحفل تكريمه بمناسبة نجاح منشأته الصحية بعنيزة في توطين الوظائف وسعودتها، وأشاد سموه الكريم بالدور المتميز الذي يقوم به الوجيه المرحوم في توفير بيئة عمل ناجحة للشباب السعودي هذا علاوة على نشاط المربي الفاضل ومشاركاته في الأعمال الاجتماعية والتطوعية؛ فقد كان عضوًا في لجنة أهالي عنيزة مدة اثني عشر عامًا، وعضوًا في المجلس المحلي مدة أربع سنوات، وعضوًا في مجلس إدارة الجمعية الخيرية الصالحية حتى وفاته، وكان آخر منصب له نائب رئيس جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية (تأهيل) وعضوًا في مجلس إدارة تلك الجمعية، والتي تعد مدينة متكاملة تقدم خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة من رعاية وعلاج وتأهيل، وعضوًا في لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بمركز الخدمة الاجتماعية حتى وفاته رحمه الله تعالى. وكان مثالاً في الأخلاق والمروءة والنبل والكرم للجميع..

ويعتبر الفقيد رائدا من رواد العمل الخيري والاجتماعي ومؤسسا للعديد من الجمعيات الخيرية واللجان الأهلية والاجتماعية، وعمل سنوات طويلة في التربية والتعليم. وقد وجه مدير التعليم بمحافظة عنيزة، بتسمية الساحة الرئيسة بمركز التدريب الكشفي الدائم، باسم القائد الكشفي الراحل عبدالله بن زيد الفره - رحمه الله - تقديراً وعرفاناً لما قدمه في خدمة الكشافة بمحافظة عنيزة والوطن على مدى أكثر من خمسة عقود مضت. وذلك لما للمرحوم من مآثر والشخصية القيادية، وان ذلك الأمر جاء تقديراً لعطاءاته الكبيرة وإنجازاته وسيرته العطرة.

وقد كان - رحمه الله - أحد ابرز القيادات الكشفية الوطنية التي أثرت الساحة بعطاءتها واسهمت في تحقيق الكثير من المنجزات للكشافة السعودية وخاصة فيما يتعلق بتأهيل القيادات الكشفية الوطنية. وقد شارك -رحمه الله- في الكثير من المناسبات المحلية ومن أبرزها مسابقات التفوق الكشفي، ومعسكرات خدمة الحجاج، والرحلات الداخلية، كما شارك في المخيمات الكشفية العربية الحادي عشر في لبنان عام 1974م، والثاني عشر في تونس عام 1976م، والثالث عشر في المغرب عام 1978م، كما شارك في قيادة بعض الرحلات الخارجية الى تركيا ومصر وسوريا.

وحصل القائد المرحوم الفره خلال حياته الكشفية وبعد تقاعده على عددٍ من الأوسمة التقديرية. رحم الله المربي الفاضل المرحوم عبدالله بن زيد الفره وقدس روحه بالفردوس الأعلى من الجنة, والتعزية لأسرته الكريمة ودعوة لمحافظة عنيزة ممثلة بالمحافظ ورئيس البلدية لتسمية طريق أو ميدان عام بإسم المربي عبدالله بن زيد الفره وذلك لتتذكره الأجيال وتتعلم ممن قدم دروس وعبر في العطاء والبذل والتضحية من أبناء هذا الوطن.