إبراهيم الدهيش
- (أشوف) بأنه لا داعي لأن أكرر ما قاله المنصفون والمحايدون من أنه لا جديد في حصول الهلال على بطولة الدوري للمرة الـ(15) في تاريخه واعتلاء قمة هرم البطولات السعودية بـ(57) بطولة لكني سأوجز فيما قبل وأثناء وبعد المنجز.
- فأما ما قبل فإنه من المؤلم حد السخرية أن هناك فئة من المحسوبين على الهلال من عانقوا (هجيج) إعلام (إياهم) حين اعتبروا أن بطولة الدوري فيما لو تحققت غير كافية لإنقاذ الموسم الهلالي! وهنا لا بد من الإشارة إلى أن من حاول الترويج لهذا التحليل (التهريجي) ولهذه الاستنتاجية الموغلة في الإحباط إنما أراد فيما أعتقد جازماً الإيقاع بين إدارة النادي وجماهيره! وإلا كيف بفريق ينافس على بطولة الدوري رغم ما عاناه ويعانيه ويوصف موسمه بالفشل ويعتبر تحقيقه للبطولة فيما لو تحقق غير كاف؟!
- أعود لأقول: أفهم وأتفهم حجم طموحات عقلاء الهلال وجشع مدرجه حد الأنانية في تحقيق البطولات لكني في نفس السياق أدرك بأن هناك من يحلم بالفتات!
- وأثناء لقائه بالفتح قلب نجوم الفريق رغم الغيابات والعثرات ظهر المجن على كل من شكك في قدرتهم واقتداريتهم على حسم المواجهة مستلهمين في ذلك ثقافتهم المتجذرة في التعامل مع الظروف والمتغيّرات بشكل إيجابي وعقلاني كون تلك الثقافة لا معنى فيها للانكسار ولا مجال للانكسار وإنما للتطلع لتوسيع رقعة تاريخ الكيان . فكانت ليلة ولا أروع وبطولة استثنائية بكل ما فيها ذات لون وطعم مختلف كان الجمهور الوفي عنوانها واللاعبون القدامى بحضورهم نجومها وإدارة النادي برئيسها البارع الرائع الأمير نواف بن سعد وأعضائها الرائعين مهندسوها.
- وبعد التتويج تجلت الثقافة الهلالية في أبهى صورها الحضارية في التعامل مع الفرح والانتصار بمشاعر واعية راقية لا إيحاءات ولا إيماءات. لا إسقاطات ولا إساءات الكل منشغل بـ(الهلال) وبمنجزه عمّن سواه وهكذا طبع الكبار عندما يفرحون ويحتفلون بالكبار!
همسة لسامي!
- بقدر ما أسفنا على مغادرة الأمير الرائع نواف بن سعد لكرسي رئاسة الهلال بنفس القدر من الارتياح عمّ غالبية المدرج الأزرق بتكليف ابن النادي وخريج جامعته سامي الجابر خلفاً له خاصة والعقلاء يدركون بأن التغييرات الأخيرة التي طالت أكثر من ناد إنما جاءت لتؤكد أن رئاسة الأندية ليست حكراً على أسماء أو فئة معينة وأنه حراك يصب في مصلحة كرتنا السعودية وأنديتنا الرياضية مستقبلاً له أبعاده ومضامينه وإستراتيجياته بعيدة المدى يتضح ذلك جلياً في تكليف عدد من النجوم السابقين ورجال الأعمال كون الرياضة أصبحت الآن صناعة واستثمار وتوأمة فكر ومال.
- وفي الهلال أكاد أجزم بأن ما يقلق الهلاليين عامة هو التوافق الشرفي كون المرحلة تتطلب الالتفاف حول الكيان بغض النظر عمّن يكون الرئيس لما في ذلك من أثر مادي ومعنوي في مسيرة النادي وإلا فسامي ابن النادي وأحد نجومه الأفذاذ نجح من خلاله إدارياً ونال قسطاً من النجاح مدرباً ويعتبر أحد أهم أساطير كرة الوطن وفوق هذا وذاك يحظى بثقة الكثيرين وإن كنت شخصياً أراها مقومات قد - وأقول قد - لا تكفي لنجاحه رئيساً ما لم يكن هناك دعم شرفي وجماهيري وثقة فيما سيقدّمه!
- ويبقى من المناسب أن أهمس لسامي بأن يتعامل مع واقعه كرئيس للنادي وينسى أنه كان يوماً مدرباً له. عليه أن يحتوي اللاعب ويكسب عضو الشرف وثقة المدرج ويأخذ في الاعتبار أن الوعود عالية السقف ليست في صالحه شخصياً ولا في صالح الفريق!
- وفي النهاية ومن خلال تصور شخصي أن التوليفة الإدارية لسامي الجابر تبدو متجانسة ومتناغمة إلى حد كبير وهذا بحد ذاته مؤشر إيجابي لمسيرة هلالية تنبئ باستمرارية تربع الهلال على عرش البطولات السعودية... وسلامتكم.