دول العالم على اختلاف مواقعها ومن ضمنها دول الخليج العربي.. لا يوجد فيها من يتجاسر على التسول، لأن هناك إجراءات صارمة تحد منه.
أما في بلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية، فحدث ولا حرج.. المتسولون منتشرون في كل مكان.. في المساجد وفي الشوارع.. وعند إشارات المرور.. وعند محطات البنزين في الطرق السريعة خارج المدن.
رجالاً ونساء أشكال مختلفة.. ولا يوجد بينهم سعودي واحد. أتحدى أن تجد سعودياً يمد يده أو يقف في أي مكان للتسول والشحاذة.. ليس لأن جميع السعوديين أغنياء أو لا يوجد فيهم فقراء.. لا بل بالعكس يوجد أعداد ليست قليلة من السعوديين لا يستطيعون إعالة أسرهم.. ويعتمدون على الله ثم ما تجود به أريحية وعواطف المحسنين الذين يعرفون وضع وحاجة هذه الأسر..
فالبلد فيها الخير.. والمواطنون يحبون فعل الخير وينشدون ما عند الله من الأجر.. فالسعودي تأبى عليه مروءته وكرامته أن يمد يده لأحد.. ويسأل الله أن يقضي حاجته بمساعدة المحسنين الذين يقدمون العطايا والمساعدات لأي أسرة يعرفون وضعها دونما حاجة لمد يد الأسرة أو العائلة للتسول.. لأن الإسلام والمجتمع قد غرس في نفوس المواطنين الطيبة محبة فعل الخير.. يرجون ما عند الله من الأجر ويحمدونه سبحانه على ما أنعم به عليهم من الخيرات.
أقول: إن بلادنا مستهدفة من جميع الفئات من خارج الحدود.. فهناك عصابات تقوم بتجميع المتسولين صغاراً وكباراً رجالاً ونساء.. وتوزيعهم في أماكن عدة في المدينة وخارجها.. وبعد فترة معينة يقومون بتجميعهم وإعادتهم لمكان سكنهم وأخذ حصيلتهم.
إن الحملة المباركة التي قامت بها شرطة منطقة الرياض في مدينة الرياض أسفرت عن القبض على العشرات من المتسولين في مكان سكنهم.. ولا يعرف بعضهم بعضاً وإنما المجرمون الذين نقلوهم إلى داخل البلاد من خارج الحدود هم وحدهم الذين يعرفونهم.
وكان من ضمن الأشخاص الذين ألقت القبض عليهم شرطة منطقة الرياض في حملتها المباركة أطفالاً ونساء.. ومن ضمنهم امرأة نائمة على سرير أثناء المداهمة فسألها رجل الأمن هل تعرفين هؤلاء؟ فقالت هذا ولدي فقط أما البقية فلا أعرفهم.
أيها المسؤولون نريد حملة قوية ومستدامة تتضافر فيها جهود كل الأجهزة الحكومية.. وفي كل مكان للقبض على كل متسول وإنهاء وضعه دونما تأخير.. فالبلاد في حاجة إلى من يطهرها من هؤلاء المتسولين.. فقد أذوا الناس وشوهوا سمعة البلاد وأهلها.. فالبعض يعتقد أنهم من السعودية وأن حكومتهم غافلة عنهم..
شيء مؤلم إذا لم نتمكن وبسرعة من تنظيف البلاد من هؤلاء المتسولين الذين شوهوا سمعة البلاد وآذوا الناس.. حتى المصلين الذين يتعبدون داخل المساجد لا يسلمون من الإيذاء.. إذ يقتحمون عليهم المسجد طلباً للمساعدة دونما خوف أو حياء..
مطلوب عمل جاد من أجل القضاء على التسول والمتسولين..
فهل لنا أن نرى البلاد خلال الأشهر القادمة خالية من أي متسول؟
** **
- وكيل إمارة منطقة القصيم سابقاً