د.عبدالعزيز الجار الله
الراصد للوضع الاجتماعي في مجتمعنا سيلحظ أن هناك تحولات طرأت على حياة المجتمع ونظامه السلوكي، كانت التغيرات بالسابق بطيئة ورتيبة في المسلك الاجتماعي، وكان ينظر لفترة الستينات الميلادية والسبعينات نوعاً من الانفتاح الاجتماعي والمرونة في التعامل اليومي بين الرجل والمرأة، وحياة الأسرة السعودية حتى قيام الثورة الإيرانية التي جرت المنطقة إلى إنغلاقات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، وأوجدت معها توترات وتأزيم في المواقف السياسية والدينية والاجتماعية بسبب توجه إيران إلى:
أولاً: اجتياح الخليج الخليج العربي وفرض الهيمنة.
ثانياً: تصدير الثورة الإيرانية وجعل الخليج العربي والعراق يتأثر بالشعارات السياسية، والثورات والإنقلاب الشعبي على النظام.
ثالثاً: نشر المذهب الشيعي بمنطقة الخليج العربي والعراق وتعزيزه داخل إيران ومحيطه في آسيا الوسطى.
رابعاً: محاولة فرض الثقافة الفارسية في الخليج والعراق وآسيا الوسطى ومعها الثقافة المذهبية للتشيّع.
خامساً: استخدام القوة لفرض هذه الأفكار واصطدموا بالعراق وصدام حسين في حرب دامت (8) سنوات.
سادساً: إنشاء ميليشيات عسكرية بأسماء عدة أبرزها حزب الله لتكون ذراع إيران العسكري لتنفيذ أجندتها بالمنطقة ولكي تخيف الحكومات والشعوب.
الثورة أثرت على السلوك السياسي والاجتماعي بالمنطقة العربية وبخاصة على منطقة السعودية والخليج وحدث الإنغلاق الاجتماعي واتجهت السعودية إلى مقاومة هذا التيار الذي يهدف إلى تدمير دول الخليج أو على أقل تقدير الضغط عليها سياسياً وثقافياً واجتماعياً.
أما الآن في مرحلة قيادة الحزم والعزم الملك سلمان يحفظه الله فقد تغير المشهد ربما برمته، وأصبحت إيران التي كانت تخيف الخليج وشرطي المنطقة القوي أصبحت مطاردة من دول الخليج والدول العربية والغربية وتعيش قلق الثورة الداخلية والتخلص من الملالي والحكم المذهبي المتطرف، والذي كان يدعي تصدير الثورة، فجده يُستقبل الثورة الداخلية، وهي ثورة اقتصادية وثقافية، وثورة انفصال الأقليات وعودتها إلى أوطانها الأم الأصلية.
وهذا ساهم في التحولات الاجتماعية في السعودية التي نشهدها بعد أن زال -بإذن الله- الضاغط الإيراني الذي كان يوتر المنطقة، ويؤثر على المزاج العام.