حميد بن عوض العنزي
* لا تزال نسبة التكامل بين المنشآت الصغيرة والكبيرة متدنية في عدد من القطاعات لا سيما الصناعية منها، وعلى الرغم من الحراك المتنامي في اتجاه تقريب الترابط بين سلسلة الخدمات والتوريدات التي تحتاجها الشركات الكبرى ومنفذو تلك الخدمات من المنشآت الصغيرة، إلا أن كثيراً من أصحاب هذه المنشآت يواجهون صعوبات في الوصول إلى متخذي القرار في بعض الشركات الكبرى.
* ولهذا قد يكون من المناسب أن تقوم الجهات المسؤولة مثل هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة بتبني فعاليات وبرامج تستهدف جمع أصحاب المنشآت الصغيرة بالشركات الكبيرة تحت سقف واحد وتعزيز سبل التقارب والتوافق حتى يمكن تنشيط القاعدة العريضة من المنشآت وكذلك الإفصاح عن الفرص المتاحة في تلك الشركات الكبرى واحتياجاتها التي يمكن أن توفرها المنشآت الصغيرة مما يسهم في زيادة معدلات النمو المستهدفة لهذا القطاع.
* ويمكن الاستفادة من تجارب كثير من الدول التي تتميز بوجود تكامل بين منشآتها الكبيرة والصغير ففي اليابان على سبيل المثال ساهم قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة حوالي 30 % من إجمالي الصادرات الصناعية، كما تقوم بتوفير منتجات وسيطة تمثل نحو 20 % من صادرات المؤسسات الصناعية اليابانية الكبيرة، وتساهم بنسبة حوالي 52 % من إجمالي قيمة الإنتاج الصناعي اليابان.
* هناك العديد من آليات التكامل التي يمكن أن تأخذ أشكالاً متعددة كالعناقيد الصناعية، والتجمعات الصناعية، والتعاقد من الباطن في خدمات المناولة والشراكات الصناعية، وغيرها الكثير من الأفكار التي تحتاج أن تنطلق من خلال مؤتمر أو فعالية تركز على إبراز فوائد الترابط على المنشآت وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام والمساهمة في زيادة نسبة المكون المحلي لبعض المصانع الكبرى، وما يترتب على ذلك من خلق فرص عمل، وتطوير تقنيات وأساليب العمل والإنتاج.