غنيت شعرك، واستأنست للطرب
فاسكب غناءك.. يا صناجة العرب
أسكب غناءك ممزوجا؛ لأشربه
على ضريحك في كأس من الذهب
خمسون عاما وطيف الحلم يحملني
لحي (منفوحة) دوما، ويعصف بي
أصيح في (شارع الأعشى) فيصعقني
صوت ل(ميمون) بالتقريع، والعتب
ميمون إن لك العتبى فقد طمست
للبيت، والقبر أطلال - بلا سبب..؟!
ومجلس لك في الوادي تجاهله
مؤرخ الحي، والآثار، والنسب..؟!
مضت قرون وأهل الحي ما التفتوا
لزامر الحي، لم يخرج من الكتب..!
حتى أتى من سيبني من قصائده
آثاره..، ويضخ الماء في القصب
بلغ نداماك يا (ميمون) أن لهم
أحفاد أسد أتوا - كالغيث للترب
يفاخرون بماضيهم..، وحاضرهم
حشد من المجد والأحلام والرتب
مسافرون مضوا والشمس وجهتهم
وفي حقائبهم..... زاد من الأدب
تحرروا من قيود الليل، وانطلقوا
بموكب صاعد...، للفجر منتسب
أبا بصير.. رعتك اليوم أفئدة
محبة؛ وأزيحت ظلمة الحجب
قد جاء سلمان والتاريخ بردته
عن عينه صور التاريخ لم تغب
وادي حنيفة، قد سالت روافده
شعرا وفي ضفتيه ناضج الرطب
فنم قريرا - بقبر - فوق تربته
غدآ تعرش أفواف من العنب
جيل الشباب تولى رسم رؤيتنا
للاعتدال، ونبذ العنف والشغب
جيل الشباب تولى رسم رؤيتنا
نحو التعايش كالأشجار والشهب
حفيد (عبدالعزيز) الحر.. قائدنا
سليل سلمان عالي الجاه والحسب
محمد قاد - للتغيير - موكبنا
محلقا فوق متن الريح والسحب
(ودع هريرة) يا ميمون، وأت لنا
وادع الندامى إلى الأشعار والطرب
عدنا لفطرتنا...، عدنا لبهجتنا
على سجيتنا - في سالف الحقب
هنا الرياض، وفي أحيائها فرح
والمبهجات بدت تنهال في رجب
(غراء فرعاء مصقول عوارضها)
بالفن والشعر والتشكيل والخطب
... ... ...
(بمناسبة تنظيم مهرجان ليالي الشعر العربي - دورة الأعشى - بمدينة الرياض)
** **
- شعر/ حمد العسعوس