في حوار لم يرتب له كانت الكلمات تقود بعضها بعضاً حتى وصلت إلى نقطة قيدها عند كبرياء الحرف وخجل الكتابة.
تلك القيود التي نفرضها ونعرفها وفي نهاية الأمر نرضخ لها، هي ما تجعل منا أشخاصاً غير قادرين على تجاوز الغياب والحضور وادعاء ما ينقصنا لنهرب إلى دواخلنا حيث نقيد أرواحنا ونهملها في ركن قصي بعيد لا يراه غيرنا.
عندما نسمع كلمة (قيد) يتراءى لنا قيد حول رسغ مجرم أو حتى قيد ليعقل البدوي ناقته، ولكن هل سنفكر بقيد يلتف على ذواتنا ويهرب بنا إلى دواخلنا لنسكن في أعماق الصمت ؟!
قد يسكن بعضنا شيء من الرفض والانكسار يشغله عن الحياة مع من حوله ورفضه لكل حرية من الممكن أن تطلق روحه لتهرب بها إلى الخارج.
المشكلة أن الأبعاد التي تحيط بنا هي ما تشكل كل قيد تخيلناه وسكنت إليه أرواحنا واستسلمت له.
نرتدي قناع الصلابة حتى ليظن من حولنا أننا صخور تتحرك لا نبض لها ولا شعور وعندما تسقط طرفة من لسان بعضنا يتلقاها البعض بدهشة وكأننا خلقنا للدموع فقط.!
الحرية أن تتحرر من الفوضى والحرمان لا أن تقيد نفسك بشيء لم تخلق له، أن ترتب كل ما يتعلق بك وأن تحترم نبض قلبك ونظرة عينك وإحساس يدك.
في القيد (قد) ولعلها تكون قيد آخر ..!
** **
- بدرية الشمري
badreehk@gmail.com