وحين يسقط المطر..
وتغرد الغيوم بأناشيد الهطول البلورية..
وتضحك السماء بضحكاتها الصاخبة الماطرة ..
وتنشق الأرض عن جداولها.. وسنابلها.. وزهورها الإقحوانية..
عندها.. تطوى المسافات.. وتقترب الأرواح من بساتين النور.. وتزهو الفراشات بأجنحتها البيضاء؛ ليتسع الوجود بشرفات الحبور.. ويعزف الرعاة أناشيدهم المحملة بشذى العشق الأزلي لضوء المطر..
وشدو المطر..
ورحيق المطر..
إنه فرح الحياة.. وعنوان الأمل.. فامطري يا سماء.. أمطري..
ورتلي تلاوات الرذاذ المنعش للقلب المتهالك المطعون بخنجر الأحزان..
أمطري يا سماء..
وودعي دموع الليل.. وآهات القصيد..
ورجفة الأرض اليابسة.. والحقول المتهالكة.. وتجاعيد السنين القاتلة.. وأمواج الضباب المتغطرسة..
أمطري يا سماء..
واصنعي عناقيد كروم الصفاء..
وبللي الموانئ والشواطئ بأغاني
العصافير الحسناء..
واشعلي قناديل العيد..
وارتدي عباءات وهج الجميلات..
المطرزة بلآلئ الأميرات..
فأنت الليلة.. سيدة الحالمات..
** **
- د. أمل العميري