• مفتتح: من شعر المتنبي عن الكتاب وقيمته المكانية ومجالسته الزمانية بيته المشهور:
أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ
وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الأَنامِ كِتَابُ
مدخل: تعتبر القراءة من أفضل الهوايات المفيدة في حياة الإنسان (ثقافة وعلما وفكرا) أوبعبارة أدق بمثابة جامعة تخرج فيها العديد من جهابذة القول وأساطين الفكر والمعرفة، ومن عشقها وكانت هوايته المفضلة على سائرالهوايات فقد ملك كنزا ثمينا لا ينضب معينه وجليسا لا تمل مجالسته أو رفقته مدي الحياة.
بداية: لن أدعي أنني أول مشترك في مجلة (قافلة الزيت) التي تصدرها شركة أرامكو السعودية، منذ تأسيسها حتى الآن، ولكنني أزعم أنني من أوائلهم، فمنذ عام 1378هـ أي ما يقرب من (70) عاما وهي تردني وغيري من القراء بالمجان، وهي مجلة ثقافية متنوعة المشارب،وننعم ـ كقراء ـ بما تحويه من ثقافة وعلوم وآداب خلال هذه الفترة الطويلة من حياتها المشرفة.
• وقد تعاقب على رئاسة تحريرها أكثر من مسؤول، بذل كل منهم خلال فترته جل جهده في خدمتها وفق الظروف والإمكانات المتاحة له، في طليعتهم الأستاذ: الراحل شكيب الأموي- رحمه الله-، وآخرهم الأديب الشاعر الأستاذ: محمد الدميني، والتي ظهرت في عهده بحلة قشيبة من التجديد والتنويع وروح المعاصرة (شكلاً ومضموناً). •وقد استمرت بمسماها القديم (قافلة الزيت) نسبة إلى تخصص شركة أرامكو فترة من الزمن، الا أن روح التجديد ومتطلبات المعاصرة غيّرا مسماها إلى (القافلة) ليكون الاسم أعم وأكثر شمولية من حيث التنويع في المواد بما يتناسب ومثيلاتها من المجلات الأخرى، مواكبة مع النهضة المباركة التي تعيشها بلادنا في شتى مجالات الحياة، دون أن تظل رسالتها محصورة في علوم الزيت ومشتقاته في العهد الزاهر.. عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير الطموح محمد بن سلمان ـ يحفظهما الله ـ
• ولعل المتابع لأعدادها يلحظ النقلة النوعية التي شملت مسيرتها الأخيرة في الشكل والمضمون، يؤكد هذه النقلة ـ تطويراً وتألقاً ـ عددها الأخير رقم (1 ) مجلد (67) لشهري يناير وفبراير 2018م. خاتمة: لدينا مجلات عديدة تتسم بالعراقة والريادة في مقدمتها تأسيسا وقِدَماً (مجلة المنهل) ثم مجلة العرب والمجلة العربية ومجلة الفيصل وعالم الكتب والمعرفة ومجلة الأدب الإسلامية.. لذا فهي حرية بالدعم المادي والمعنوي لمواصلة رسالتها الطويلة المشرفة في خدمة العلوم والآداب والمعرفة.
والله الموفق
** **
- علي خضران القرني