هذه قصيدةٌ بمناسبة حفل جائزة الشيخ إبراهيم السلطان للتفوق والإبداع العلمي، على شرف معالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء ومستشار خادم الحرمين الشريفين، المقام يوم الجمعة 20-7-1439هـ في مدينة تمير:
للشعر في جمعِ الكرامِ صهيلُ
فسأمتطيه ليعذبَ الترتيلُ
وله بميدانِ المكارمِ صولةٌ
فهو الرفيقُ على الودادِ دليلُ
يا شعرُ هذا اليومُ يومٌ زاخرٌ
بالأُنسُ قد زار البلادَ جليلُ
عَلَمٌ من الأعلامِ حاز مفاخرًا
هو صالحٌ والقولُ فيه جميلُ
ابنُ الحميدِ تميرُنا جذلى به
حُبي له بالقلبِ ليس يحولُ
أهديتني يا شيخُ يومًا دعوةً
خلدتْ بعقلي طعمُها معسولُ
أهلاً أيا أهل المعالي والهدى
حياك ربي والثناءُ يطولُ
فلأنت يا شيخي خليفةُ عالم
أسر العقولَ وطاب فيه قبولُ
فهو البصيرُ وإنْ خبا إبصارهُ
وهو الحكيمُ وفي القضاءِ أصيلُ
إفتاؤه يشفي القلوبَ ونرتوي
من علمهِ كم ضاءَ منه سبيلُ!
قد غاب لكنْ في الخليفة حاضرٌ
أنتم لهُ يا شيخُ نعمَ مثيلُ
في منبرِ الحرم الشريفِ سقيتنا
علمًا غزيرًا طاب منه عليلُ
أنت الخطيبُ مفوهًا أدهشتنا
ببلاغةٍ فيها الجمالُ جزيلُ
ورأستَ شأن المسجدين وذلكم
مجدٌ عظيمٌ ثابتٌ وفضيلُ
في مجلس الشورى تسنَّم شيخُنا
هَرمَ الرئاسةِ ما غزاهُ خمولُ
قاد القضاء فكان فيه مؤازرًا
لرجاله حبلُ الوفا موصولُ
في هيئة العلماءِ حطَّ رحاله
يُفتي ومنهلُ شيخنا التنزيلُ
واختاره ملكُ البلادِ أمينهُ
في الرأي نِعْمَ الراشدُ المسؤولُ
إنَّ الأمانةَ والتواضعَ والتقى
أخلاقُ شيخٍ حقُّهُ التبجيلُ
ولكم سعدنا حين شرَّف أرضنا
وأجاب شيخًا في العطاءِ أثيلُ
***
هذا الذي في الخيرِ طودٌ شامخٌ
بحرٌ ورحبٌ فاضلٌ ونبيلُ
ذاكم هو ابراهيمُ سلطانُ العطا
ألِفَ العلا للمجدِ فيه فصولُ
ويسيرُ في ركب الوفاءِ محبةً
ونراهُ في دربِ الكرامِ يجولُ
العلمَ يرعى لليتامى راحمٌ
دعم العفافَ ومالهُ مبذولُ
وله بموطننا العظيمِ مآثرٌ
تروي حديثًا في البناءِ طويلُ
متواضعٌ للناسِ نال ودادهم
فهو القريبُ وللنقاءِ خليلُ
نهل المكارمَ من أبٍ فيه التقى
أبقى له الآثارَ ليس تزولُ
يروي مُعاصرُهُ حديثًا رائعًا
يسبي القلوبَ قد اصطفتْهُ عقولُ
فعليه من ربي الكريمِ مراحمٌ
سكناهُ ظلٌّ في الجنانِ ظليلُ
***
أهلَ التفوقِ يا نجومَ بلادنا
نزهو بكم وعليكم التعويلُ
كونوا لدينِ اللهِ خيرَ مناصرٍ
فالخيرُ فيكم وافرٌ مأمولُ
واحموا البلادَ من المكائدِ كلِّها
فالحملُ جدًا يا كرامُ ثقيلُ
سيروا على الخلق القويمِ فإنه
بكمُ إلى قممِ العلا سيؤولُ
يا أيها الحفلُ الكريمُ مشاعري
جذلى بكم ورفيقيَ التهليلُ
وأقولُ أهلاً بالحضورِ ومرحبًا
فبكم شرُفنا للسرورِ هطولُ
حياكم الرحمنُ ضيفًا زائرًا
وبكم تميرُ الأكرمينَ تسيلُ
شكرًا لكم من كلِّ قلبي صغتها
والشكرُ في حقِّ الكرامِ قليلُ
دمتم جميعًا في الهناءِ ضيوفَنا
لا مسَّكم ضرٌّ ولا تهويلُ
** **
- شعر/ عبدالله بن سعد الغانم