محمد المنيف
الحالة التي يمر بها الحراك التشكيلي السعودي هذه الأيام جعلت التشكيليين في حيرة من أمرهم فيما يدور في ساحتهم من تحرك غير واضح المعالم، لم يعد يدري الفنان أو الفنانة التشكيلي/ة أياً من الجهات أو المؤسسات الرسمية والخاصة سيكون لهما فيها فرصة.. ولا كيف ستكون رغبات أي منهما، وهل ما يبدعه كل منهما قطع شوطاً فيه سيكون مناسباً ومطابقاً لشروط أي من تلك الجهات، ليحظيا برضاها وقبولها ضمن من تختار ليشارك في فعالياتها.
أشياء كثيرة يمكن أن يقال عنها أنها مربكة ومثيرة للقلق، فبين ترقب لمفاجآت قد تعلنها إحدى تلك الجهات يكون للجميع فيها نصيب وبين ان يحرم منها البعض ويقدم آخرون دون النظر لفارق المستوى.. أما الجانب الآخر فهو التأهب لمتغيرات الواقع التشكيلي وما ستقدم عليه كل جهة و(التأهب) هنا يعني أن يعلن الفنانون على اختلاف تجاربهم وخبراتهم وعمرهم الفني وحضورهم في فعاليات ذات أهمية وقيمة بشرط أن لا يعير الفنان اهتمامه لهذا الواقع غير المستقر أو غير مبني على أسس واضحة بقدر ما هو في حاجة إلى الاتجاه إلى إبداعه كما يراه هو لا كما يطلب أو يشترط أن يكون عليه.
ومهما شعر الكثير بهذا التوجس إلا أن التفاؤل سيد الموقف والأيام حبلى بالكثير من الخطوات الهامة والجادة لوضع ثقافة الوطن بما فيها الفنون التشكيلية على مسارها الصحيح إذا تحققت لها كما نأمل الإستراتيجية الآنية والمستدامة بمنح كل جانب حقه وبتوازن وعدل يحقق لكل فئة ما تؤمل به ويجعلها ترى مستقبلها بشكل واضح ومأمون الجانب من البعثرة والتشتت الذي نراه وشابت الساحة به ما شابها فأصبحت بما يمكن وصفها بالمثل السوري (حارة كل من إيدو إلو) مما جعلها تتوقف عن التفكير بالتطوير والابتكار والركون إلى ما يسعى إليه من يسيرها دون مرجعية أو تنظيم أو لوائح قانونية تضمن حقوق الفنانين.
إن ما يلوح في الأفق من تفاؤل يحمله الإعلام بين فترة وأخرى دفع بالجميع إلى أن موسم العطاء قادم بغيوم ملبدة بماء بألوان قوس قزح سيسقي أرض التشكيليين خصوصاً الأجيال الشابة فليكونوا على أهبة الاستعداد له.