د.محمد بن عبدالرحمن البشر
اجتمع القادة العرب بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله لمناقشة الكثير من القضايا العربية والعالمية، وكان لحكمة خادم الحرمين الشريفين الأثر الكبير في الوصول إلى ما تضمنه البيان الختامي حول مجمل القضايا، وقد أظهرت قمة القدس المنعقدة في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية القدرة على التوافق على كلمة سواء، لتتمكن الدول العربية من تجاوز محنها والانطلاق في رحاب أوسع لمشاركة العالم المتقدم مساهمته في التقدم والنماء.
لقد أطلق خادم الحرمين الشريفين على هذه القمة «قمة القدس» إيماناً منه بأن القدس، والقضية الفلسطينية، هي القضية الأولى لدى العرب، وأنها ستظل كذلك حتى تعود الحقوق الفلسطينية إلى الفلسطينين ويعم الأمن والسلام في المنطقة.
لقد عرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساهمته الكبيرة والمميزة في القضية الفلسطينيه منذ حرب عام ثمانية وأربعين، وقد شارك في الميدان ذوداً عن المقدسات والحقوق العربية، وكلنا يذكر أنه حفظه الله عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، هو القائم على رعاية الفلسطينين في المملكة كما أنه حلقة الوصل بين حكومة المملكة العربية السعودية، وكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وما زلت أذكر تردد السفراء الفلسطينين لدى المملكة، وكبار القادة الذين يزورون الرياض، على مقامه لحل قضاياهم والمساهمه في دعمهم، وقد كان عوناَ استثنائياً لفلسطين قضية وشعباً، وما زلت أذكر أن مكتبه لا يخلو في أي يوم من الأيام من زيارة الإخوة الفلسطينين فقد دأبوا على اللجوء إلى مقامه حفظه الله، حتى في الأمور الخاصه في الرعاية الصحية وغيره.
لم تكن القدس أبداً لتغيب عن ناظري من أمضى الكثير من وقته لخدمتها، ولهذا فقد أطلق على القمة العربية قمة القدس، ليرسل إلى العالم أجمع أن موقف المملكة من القدس الشريف ثابت لا يتزحزح، وأنها ستظل سويداء القلب.
لقد حدث في الفتره القريبة الماضية بعض الأحداث واتخذت بعض القرارات من بعض الدول فيما يخص القدس، وبما لا يتفق مع القرارات الدولية، وقد كان مجلس الأمن واضحاً في موقفه، حيث اجتمعت الدول الأعضاء سوى دولة واحدة، على بقاء الوضع على ما هو عليه حتى التوصل إلى حل يتفق عليه الجميع، ولم يقبل العالم في مجلس الأمن أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بعض الإجراءات التي اتخذتها إحدى الدول سواء بتسمية العاصمة أو نقل السفارة.
أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتقديم مبلغ خمسين مليون دولار للانوروا مساهمة من المملكة في رفع المعاناة عن اللاجئين الفلسطينين المتواجدين في كثير من دول العالم، كما أمر حفظه الله بمبلغ مائة مليون دولار للمساعدة في ترميم الآثار المقدسية، حتى تبقى تلك الآثار الإسلامية شاهدة على الإشعاع الإسلامي في المدينة التي تحمل فوق ترابها المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.
المملكة تفعل لخدمة القدس والفلسطينين بينما تقدم إيران للقدس وللشعب الفلسطيني سيل من الشعارات والعنتريات التي لاتضيف شيئاً، والتى تؤدي إلى مزيد من الآلام والاحزان للشعب الفلسطيني، والمقدسي على وجه الخصوص كما أن مواقف إيران جميعها تؤثر سلباً على القضية الفلسطينية.
إن حضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله للقمة، أضاف إليها الكثير من الإيجابيات والأفعال التي ساعدت في نجاحها.