فيصل عبدالعزيز الميمي
محمد بن سلمان.. الأمير الشاب.. الذي يتطلع لمستقبل واعد.. ويملك طموحاً عالياً..
هو صاحب رؤية السعودية 2030 هي خطة ما بعد النفط للمملكة العربية السعودية تم الإعلان عنها في 25 أبريل 2016، حيث نظَّم الخُطَّة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حيث عرضت على مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وفي 2 رمضان 1437 هـ - 7 يونيو 2016 م وافق مجلس الوزراء السعودي على برنامج التحول الوطني أحد برامج «رؤية المملكة 2030.»
وقد رأينا اهتمام وسائل الإعلام الغربية والأمريكية بهذه الشخصية الطموحة حيث كشفت مذيعة قناة «سي بي إس»، الأمريكية نورا أودونيل، أن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لم يفرض أي شروط مسبقة أو مواضيع محظورة، لإجراء مقابلة مطولة مع القناة، مشيرة أن المقابلة الأولى لسمو ولي العهد مع قناة أمريكية، تطرقت لعدد من القضايا المهمة. وقالت: «لم يحدد ولي العهد أي قيود زمنية ولم يكن له أي شروط مسبقة.. أبدى ولي العهد رغبة في إظهار ما يؤمن به للشعب الأمريكي وأن المملكة السعودية في طور التغيّر. وهو يريد إيصال أفكاره بوضوح إلى المُشاهد الأميركي».
وتطرّقت المقابلة إلى الكثير من المواضيع وكانت صريحة جدًا، وتم التداول خلالها بمواضيع تشمل الحرب في اليمن والتحقيق حول مكافحة الفساد الذي بدأ في العام الماضي بأمر من سمو الأمير، الذي نتج عنه توقيف رجال أعمال ومسؤولين سعوديين رفيعي المستوى في فندق الريتز كارلتون. فقد «أخبر ولي العهد بلسانه، وللمرة الأولى، ما حصل في الريتز كارلتون، وتكلّم بثقة عن إيران ودور المرأة في المجتمع السعودي، كما وأنّه تكلّم أيضاً عن كيفية إساءة تفسير الإسلام من قبل المتطرفين، سواء تعلّق الأمر بحقوق المرأة أو التعليم أو التقاليد الثقافية». وأضافت: «أعتقد أن بعضاً مما ورد على لسان الأمير، يستحق أن ينشر في الأخبار».
وبيّنت أن هذه المقابلة نتيجة ثلاثة سنوات من المفاوضات، وقالت أودونيل إنها بدأت تسمع عن الملك سلمان، الذي كان قد تبوأ العرش في ذلك الوقت، وعرفت أن الملك كان شخصية تستحق المتابعة، وأقنعت برنامج «ستون دقيقة» بأن إجراء مقابلة مع القيادة السعودية فكرة تستحق العمل من أجلها. وسردت المذيعة الأمريكية تفاصيل لقائها مع الأمير محمد بن سلمان بالقول: «التقيت أولاً الأمير محمد بن سلمان، الذي كان لا يزال ولي ولي العهد في ذلك الوقت، في مقر السفير السعودي في واشنطن في 2 يونيو 2016». وأردفت: « كانت تلك زيارته الأولى إلى واشنطن فسألته عن رؤية 2030 وسألته عن إمكانية إجراء مقابلة معه شخصياً. كان يعرف عن برنامج «ستون دقيقة» وشرحنا له أن المقابلة لن تكون من خلال مجرّد اجتماع في فندق لمدة 20 دقيقة. كنا نريد المجيء إلى الرياض والدخول لأول مرّة إلى القصر الملكي. أردنا أن نعرف كيف يمضي عطلة نهاية الأسبوع وأردنا أن يتعرف الناس عليه.
وزادت: «استمرّت اللقاءات والمحادثات وكنا واثقين من أننا سنحصل على المقابلة لكن من دون تأكيدات»، مشيرة إلى أنها وفريق الإنتاج حصلوا على الضوء الأخضر منذ شهر، وقد حصلوا أيضاً على كل شيء أرادوه: ولم يطلب السعوديون الأسئلة مسبقاً ولم يعترضوا على أي موضوع، ولم يكن لديهم ما يخفونه.
وقد أُجرِيت المقابلة الرسمية التي استغرقت 90 دقيقة، قبل أسبوعين في المجمّع الملكي في الدرعية، شمالي غربي الرياض، قبيل مغادرة ولي العهد إلى بريطانيا، واختار وليّ العهد أن يتكلّم بالعربية، مع ترجمة فورية للفريق الأميركي.
وقالت أودونيل إنّ غالبية الوزراء السعوديين تعلّموا في الولايات المتحدة أو بريطانيا، وهناك حالياً حوالي 150 ألف سعودي يتعلّمون في الولايات المتحدة، لكن أحد الأمور المذهلة في وليّ العهد، هو أنه تابع دراسته بالكامل في السعودية. لقد شرح أن والده، الملك سلمان، أراد أن يتعلّم كل أولاده في جامعات في السعودية، لأن وقت الطالب تأسيسيّ. ووجدت ذلك مثيرا للاهتمام».
وأضافت: «في المقابلة، ترون أن وليّ العهد يتكلّم الإنجليزية عندما التقينا به في مكتبه، حيث يكون الحديث أقل رسمية. لكن عند الحديث عن الأعمال والسياسة، حيث تتوجّب الدقة، لم يكن مفاجئاً أنه أراد التكلّم بالعربية.»
وأكملت: «كانت الدقة ضرورية طبعًا للإجابة عن الأسئلة الصعبة حول اليمن وإيران. وكان وليّ العهد واضحاً جداً وقال أنه حالما تحصل إيران على أسلحة نووية فإن السعودية ستحذو حذوها»، مشيرة إلى أن الأمير محمد بن سلمان أجاب على جميع الأسئلة التي طُرحت عليه.
وحول انطباعاتها عن الأمير محمد بن سلمان قالت أودونيل: «يبدو ناضجاً وأكبر من عمره وواثقاً جداً من نفسه. إنه عميق التفكير وصريح في إجاباته وهو متأمّل ببلاده. وواقع أنه ترعرع في كنف العائلة وهو في سنّ صغيرة، يظهر أنه يتمتع بثقة والده الذي يخبره الأمير بتفاصيل كل اجتماعاته».
وزادت: «يريد أن يظهر للجميع أن السعودية تتغيّر، كما أنه يمتلك رغبة بإظهار ما يؤمن به ورؤيته إلى العلن. كلنا ذهلنا بهذا الشاب المتعجل لإحداث تغيير، وبالفعل، فإن وتيرة ذلك التغيير ملحوظة».
وبعد هذه المقابلة فقد شغل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اليوم الاثنين، اهتمامات عدد من مواطنيه بحديث مفصل عن مستقبل المملكة التي تشهد تغييرات غير مسبوقة يتطلع الأمير الشاب لأن تنقل بلاده لمركز متقدم على قائمة الدول الأكثر تطوراً في شتى المجالات.
كما أشغلت الجوانب السياسة من اللقاء المحللين الذين تابعوا بدقة كل كلمة أدلى بها الأمير الشاب الذي يشغل أيضًا منصب وزير الدفاع في بلاده التي تخوض حرباً في اليمن وتلعب دوراً محورياً في الإقليم بالاستناد لمكانتها السياسية والاقتصادية والدينية.
وفي موقع “تويتر” الذي يعد ساحة نقاش افتراضية تجمع أكبر عدد من السعوديين، كان الحديث عن اللقاء التلفزيوني غير المسبوق في صدارة اهتمامات المغردين الذي تفاعلوا مع اللقاء بنشر أجزاء منه بحسب الأسئلة التي أجاب عنها الأمير.
ودخل الوسم “#ولي_العهد_على_قناه_ CBS ” قائمة الترند في موقع “تويتر” بالسعودية بشكل سريع فور بث القناة الأمريكية اللقاء كاملاً في ساعات الفجر الأولى اليوم الاثنين، بعد ترقب من السعوديين للقاء الذي كشفت القناة بشكل مسبق عن مقتطفات منه.
وقد نشر الباحث والمفكر السعودي المعروف، عبدالله الغذامي، مقتطفات من حديث الأمير حول التحديات التي تواجه مشروعه في التغيير، وقال معلقاً ” هنالك الكثير من التحديات، لكن أعتقد أن التحدي الكبير الذي يواجهنا هو أن يؤمن الناس بما نقوم به هنا دورنا، وهنا مسؤوليتنا مع الرؤية تحركت القيادة …. وعلينا أن نتحرك معها، إيقاعًا وذهنية”.
وكتب الإعلامي ومقدم البرامج، مفرح الشقيقي، في تعليقه على اللقاء “ماذا يعني أن ينشغل العالم بحديث هذا الرجل؟ إنه ببساطة الفرق بين الرجال العاديين والرجال الاستثنائيين القادة كُثر.. لكن الملهمين.