خالد الربيعان

60 ثانية بثها ياسر على حسابه، أوصلت رسالة، وجسدت معنى راقياً، وأنبأت العشاق والمحبين كلمات من ياسر القحطاني لم يقلها ولم يتفوه بها، ولكن الفيديو القصير الذي لا أعرف من هو مخرجه - لكنه مبدع! - فعل فينا كل هذا، أحد مظاهر الاحترافية في عالم الرياضة أن يكون الخطاب الإعلامي وبث الرسائل بهذا الشكل، وقليل من اللاعبين يفعل هذا بين الحين والآخر آخرهم زلاتان إبراهيموفيتش أحد رموز كرة القدم نشر فيديو مشابهاً جداً عندما أعلن اعتزاله من اللعب دولياً لمنتخب السويد..

عودة لياسر وعنوان صحفي فوجئت به.. أقول فوجئت لأنه جاء من مصدر موثوق، في برنامج تم بثه على قناة العربية، ونشرته مكتوباً اليوروسبوت! أعلن فيه ندمه على ممارسة كرة القدم! وأنا أقول له: يا ياسر إذا كنت أنت نادماً على ممارسة الكرة فماذا يفعل الكثير من اللاعبين نعرفهم جيداً! كيف يندم من هو مثل ياسر وهو من كان أفضل لاعب في آسيا، وهدافها، والأعلى شعبية بين لاعبيها؟

كلمة أخرى أقولها له: حتى إذا كنت أنت نادماً فنحن لم ولن نندم، «الفيفا» نفسها صرحت بهذا في كلماتها بهذه المناسبة، وقالت لك شكراً، وتمنت لك التوفيق والنجاح، وهذا يعني أن هناك متابعة عالمية لك، واهتمام إعلامي كبير بك، قد لا يعرف أحدهم أن ياسر تربى على الكرة منذ الطفولة، ومارسها لأول مرة في البيت لا في الملعب! هذا يفسر مهارته في المساحات الضئيلة قبل الكبيرة!

بداية الألفينات كان ياسر في بداياته بنادي القادسية وبمقابل لا يتجاوز 5 % من قيمة انتقال بعض النجوم الصغيرة الآن في دوري المحترفين! في نفس العام أصبح هداف الفريق، وبعدها بأشهر معدودة كان اللاعب الأغلى في الدوري، وكانت أخبار انتقاله والشد والجذب فيها بين أطراف عديدة مباراة في حد ذاتها شديدة الإثارة والمتعة خارج المستطيل الأخضر!

رياضة كرة القدم مليئة بالفرص، وأصبحت مع دخولها عالم الاحتراف تتسع لمجالات أخرى خارج الملعب، فاللاعب بعد مسيرته بقميص ناديه ومنتخبه: أمامه التدريب، وأمامه الإدارة، وأمامه التحليل، بل والتعليق... وياسر - ومثله- أمامه الكثير ليقدمه، الكثير جداً، زيدان مثالاً قدّم كمدرب لريال مدريد أكثر مما قدّم كلاعب، خاصة على مستوى البطولة القارية دوري الأبطال!

على مستوى التسويق الرياضي فياسر كان من المتميزين في هذا، وهو أول لاعب سعودي ومن القلائل عربياً وآسيوياً يتم إطلاق لعبة إلكترونية خاصة به، ومن الوجوه المميزة إعلانياً، حيث تعاقد للإعلان مع 5 كيانات تجارية كبيرة .

أخيراً نقول إن طريقة الطرح الإعلامي والإخباري تغيّرت بعد صفقة انتقاله للهلال، حيث أصبح خبراً رئيسياً على شاشات الأخبار، واستمر التألق والسيطرة على الساحة فترة ليست بالقصيرة، لتنتهي كذلك أيضاً بخبر اعتزاله المستطيل الأخضر، لنأمل جميعاً أن يتألق خارجه، وبالقرب من بيته الهلال، وجماهيره العاشقة للون الأزرق، ولمن صال وجال به دهراً.. Y 20

سامي!

كثيراً ما نادينا بالبنية التحتية الإدارية ومتطلبات المرحلة القادمة، شهدت الأيام الماضية تغييرات بالجملة في إدارات الأندية السعودية، الاتحاد تغيّرت إدارته، الرائد، الأهلي، الشباب، النصر، القادسية، الوحدة الصاعد الجديد لدوري المحترفين، ثم الهلال، بعيداً عن التعليق على كل حالة، فما همني فيها هو وجود سامي الجابر رئيساً لنادي الهلال، هذا الرمز، في هذا السن، في هذا المنصب شيء لم نعتده كثيراً، الكثير يثق في سامي الجابر والأهم من كل ذلك قلة ظهوره إعلامياً يرسم ملامح الفترة المقبلة.. من المسيرة الهلالية!