د.عبدالعزيز الجار الله
إعلان الظهران وكما أسماها الملك سلمان يحفظه الله بقمة القدس، هذا الإعلان جاء متوافقاً مع السياسة السعودية والتوجه العربي والطموح الإسلامي، فالسياسة السعودية التي امتصت الضربات خلال السنوات العشر الماضية:
- هيمنة إيران على العراق منذ عام 2003م.
- الربيع العربي الذي خلق فوضى سياسية بدول الربيع، وفوضى اجتماعية من عام 2010م.
- الحرب السورية واشتدادها وموجهة النازحين والمهجرين منذ عام 2013م.
- احتلال الحوثي للعاصمة صنعاء وما ترتب على ذلك من قيام التحالف العربي بالحرب على الجماعة الحوثية وإعادة الشرعية منذ عام 2015م.
- التدخل الإيراني في الشؤون العربية ومحاولة السيطرة على (5) عواصم عربية: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء والآن الدوحة.
جميع هذه الصدمات امتصتها السياسة السعودية بمساندة الدول العربية ومحيطها من الدول الإسلامية، لذا جاء إعلان طهران في قمة القدس 2018 م ليشدد على مركزية القضية الفلسطينية التي تعيش في وجدان كل عربي وكل مسلم، ومن أقوى وأبلغ إعلان الظهران هي عدم شرعية القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل حيث جاء نص الإعلان:
نؤكد بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مع رفضنا القاطع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث ستبقى القدس الشرقية عاصمة فلسطين العربية، ونحذر من اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس.
فالسعودية تحملت تبعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والربيع العربي، والحرب الأهلية في سورية، وإعادة الشرعية لليمن، والتدخلات الإيرانية في العواصم العربية، عبر استقبال موجات النزوح واللاجئين، والصرف المالي لدعم الصمود وعدم الانهيار الاقتصادي، وهذا جميعه هو شكل من أشكال صيانة ودعم الأمن القومي للوطن العربي.