إدريس بن عبد الله الدريس
ترى عدد بطولاته، وحجم الفارق بينه وبين بقية فرق بلاده؛ فتحسب أنه يلعب وحيدًا، وعندما لا تكاد تحصي جماهيره داخل المملكة وخارجها فقد يتبادر إلى ذهنك أن الناس لا تشجع فريقًا سواه، وعندما ترى الهلال حاضرًا ومتصدرًا في كل محفل كروي، وفي مختلف الفئات السنية، وفي مختلف الألعاب الرياضية، فلا تظن أنه ينافس نفسه لكنه - دون البقية - وُلد ليكون بطلاً، وتشكلت لدى منسوبيه مشاعر التفرد والقوة، تعضدها حوافز استمرار التميز؛ وهو ما مكّن هذا النادي ليكون رقمًا ثابتًا في منصات التتويج ومواسم الحصاد. وبسبب موالاة الإنجاز وتراكم البطولات، ورغم أكاليل المجد وعقود النجاح، فإن شانئي الهلال رقم كبير، لا يمكن إغفاله.. وهل يحسد إلا ذوو الحظوة؟ كلما بهت المجد صنفره الهلال، وكلما سلب غيره المجد شعر المجد باليُتم والغربة؛ فعاد ليجثو في حضن ولي أمره.
الهلال منصة للفرح، وقاعة للكؤوس، وجذوع تتدلى منها الميداليات، وإعلام يمتاز حضوره بذكر الهلال. والهلال راية تخفق، وشعلة لا تنطفئ، وروح تحث الهمم، وسيقان لا تكل صعود القمم.. الهلال رحم تنجب النجباء، تصنع العجب، وتدمن ممارسة الإدهاش، وتملك خلطة السعادة السرية.
الهلال هو الثابت بين المتحولين، والباقي بين الذاهبين، والموجود بين المتغيرين.. ينشغل بحاله وينشغلون به.. كان وبقي وسيظل مختلفًا وفريدًا وبطلاً عتيدًا؛ لأنه يملك دون سواه الرقم السري لخلطة «استمرار النجاح والبقاء على القمة».