فهد بن جليد
فيما خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يُعلن عن تسمية قمة الظهران بـ«قمة القدس» وتبرع المملكة بـ200 مليون دولار لصالح الشعب الفلسطيني والمُقدسات الإسلامية في القدس، فاجأني زميل صحافي من إندونيسيا قدم لتغطية القمة العربية بسؤال عن تفاصيل القرار من أجل أن يقوم بترجمته ونشره، لقد كان الرجل فرحاً - داخل المركز الإعلامي الخاص بتغطية القمة - وهو يقول ملايين المُسلمين في إندونيسيا يتابعون القمة، وسيكونون سعداء بهذا الخبر، هكذا هي مواقف المملكة الثابتة والراسخة والمُستمرة من القضية الفلسطينية بعيداً عن المُزايدات والمُهاترات التي يحاول (بعض الصغار) ترويجها وإشاعتها بصفاقة وسُفه عبر وسائل إعلامهم الرخيصة عن الموقف السعودي، إزاء التطورات الأمريكية الأخيرة تجاه القدس، والتي أعاد الملك سلمان وبوضوح التعبير عن استنكار المملكة ورفضها لقرار الإدارة الأمريكية, بل ونوه وأشاد في كلمته بالإجماع الدولي الرافض لهذا القرار المُتعلق بالقُدس.
«ليعلم القاصي والداني أنَّ فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين» هكذا قال سلمان العرب في قمة العرب، وأتبع قوله بالفعل مُباشرة -في موقف غير مُستغرب- من السعودية وقادتها لمُناصرة القضية، عندما أعلن عن تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وبمبلغ 50 مليون دولار لوكالة الأمم المُتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، هكذا هي المملكة بيت العرب الكبير، وقبلة المُسلمين الخالدة، تجمعهم في حضنها وتدعم قضاياهم، توحد الصفوف ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، تلم الشتات فيما غيرها يحاول -بخبث ودناءة- إثارة الفتن والقلاقل ودعم الفُرقة بالمال الفاسد، بهدف تمزيق الجسد العربي والإسلامي.
القمة العربية ليست يوماً واحداً فقط، لقد بدأ للتو عمل كبير (لعام كامل) نحن على موعد معه، تترأس فيه المملكة أعمال الجامعة العربية في دورتها العادية التاسعة والعشرين، لتقود العرب إلى (بر الأمان) في الكثير من قضاياهم العالقة، بالتصدي بكل حزم وعزم لكل التدخلات الخارجية وعلى رأسها تغلغل طهران السافر في الشأن العربي، ودعمها للميليشيات والأحزاب والجماعات الإرهابية، بهدف نشر الفوضى وتمزيق الجسد العربي، وهو الحلم الذي سيتحطم -بمشيئة الله أولاً- ثم بالعمل العربي الصادق والمُشترك الذي ستقوده المملكة.
وعلى دروب الخير نلتقي.