د. صالح بكر الطيار
سعدت وافتخرت أنا وغيري من السعوديين في فرنسا بالزيارة الكبرى التي قام بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفرنسا الأسبوع الماضي التي مثلت منعطفًا كبيراً في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين وفجر جديد من الشراكة الإستراتيجية التي أثمرت بنتائج إيجابية كبرى تصب في صالح البلدين.
وقد جاءت الزيارة التي لاقت أصداء عالمية كبرى ومتابعة متواصلة واستباقية في وسائل الإعلام الفرنسية في وقت هام جداً وفي إطار سلسلة من الزيارات الكبرى قام بها ولي العهد في جولة شملت دولا عظمى. وقد لاقت الزيارة الميمونة صدى عظيماً في قلوبنا ونحن نستقبل أميرنا المحبوب في باريس واستبشرنا كما استبشر الوطن كله وهو يتابع نتائج الزيارة وما حملته من اتفاقيات كبرى مع شركات فرنسية لضخ استثمارات في السوق السعودي لدعم أهداف الرؤية السعودية 2030 التي أسسها الامير محمد بن سلمان بشكل علمي ومؤسساتي.
لقد كانت الزيارة تحولاً تاريخياً حملت اتفاقيات اقتصادية كبرى وتعاون أمثل في سبيل رؤية مشتركة إزاء العديد من القضايا في الشرق الأوسط والعالم العربي إضافة إلى توحيد الرؤى بشأن إيران وما تقوم به إثارة للفوضى في محيط بعض الدول ودعمها لميليشيات الحوثي في اليمن ووقوفها خلف إطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة وموقف الدولتين حيال الملف النووي الإيراني الذي عكسته تصريحات سمو ولي العهد التي ألجمت إيران وستظل تكررها أن إيران لو طورت قنبلة نووية فسنفعل ذات الشيء الأمر الذي وجه رسالة مختصرة ومعلنة وواضحة للنظام الإيراني الذي يعيش عزلة دولية وتوحدًا دوليًا نحو إدانته ووقوفه خلف العديد من القضايا الشائكة والفتن في بلدان العالم العربي والإسلامي.
لقد أكدت الزيارة الرؤية المشتركة المستندة على العمق التاريخي الكبير الذي شهدته علاقات الدولتين وما تحمله من أسس الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
زيارة حملت في طياتها أبعادًا إستراتيجية وظفها ولي العهد من خلال ما شهدته اجتماعات الجانبين من توافق سياسي وتواءم اقتصادي في سبيل تحقيق المصالح المشتركة وفتح قنوات متواصلة من التعاون والمشاركة في كل الجوانب مما يؤكد أن تحمل الأشهر القادمة تطورًا مذهلاً في تاريخ العلاقات بين البلدين وارتفاع مستويات الاتفاقيات في كل المجالات وارتفاع حجم الاستثمار المتبادل بين البلدين وكذلك تنويع التعاون الثنائي في عدة قطاعات مما سينبئ بمستقبل باهر للوطن من خلال زيارة فرنسا التي تعد من أهم الدول ذات البعد الإستراتيجي والهام مما يؤكد علو ومكانة السعودية عالمياً وانتهاج قيادتها لرسم مشاهد العطاء السياسي والتعاون الدولي في سياسة خارجية حكيمة ومثالية مميزة يقودها أميرنا الشاب ولي العهد.
عاد ولي العهد بحفظ الله للوطن حاملا الأمنيات المتحققة من زيارات لأكبر دول العالم عائداً بمغانم الخير للوطن ومستقبله الطموح.