عبده الأسمري
لا أحد ينكر توغل فكر جماعة الإخوان المسلمين في مفاصل العالم العربي معتمدا على زبانية الجماعة الذين يدينون بالفداء والولاء لمرشد الجماعة ومناهجها الضلالية الظلامية التي طالما غيبت التنوير واختطفت الاعتدال..
يجب الاعتراف أن وجود الإخوان المسلمين في ساحاتنا مرتبط بالتعمق الفكري بمناهج الجماعة وبممارسة التمويه والتخفي والخداع والزيف الذي يسير به المرتبطون بالجماعة المحظورة مستندين على إستراتيجية عميقة وأزلية وتوسع عملت عليه الجماعة باحتراف وجهود عالمية بسفراء باطل وبممثلي ظلال مارسوا التوجه واعتنقوا التشدد والقتل و»أخونة « الفكر.
من أنكر وجود الإخوان المسلمين عليه فقط أن يقرأ تفاصيل الذود عن الجماعة بمجرد ذكرها أمام منصة عدل أو حول إدانة واضحة مكتملة الدلائل والبراهين والقرائن.. في حين أن الانتماء للجماعة يظهر جليا في خطابات أبواقها وفي منهجية حوار المنتمين لها في مناظراتهم وفي مواجهتهم لأي تغيير أو تطوير في الفكر وأن بحثت عن حراس الفكر الإخواني عليك فقط أن ترى ملامح الوجوه ومسارات الأقلام وتوجهات العقول عندما يذكر اسمها حيث يتجلى الدفاع وترتفع أصوات الأبواق المأجورة أمام عتبات اليقين بالنعيق المتواصل إمعانا في الولاء لتكشف عن الوجوه المتخفية خلف أقنعة التدين وتمظهر الصلاح.
في أواخر التسعينيات وأثناء دراستي الجامعية كنت أشاهد آخرين يدرسون في جامعات أخرى متأثرين بأساتذتهم أكثر من المناهج ورأيت الإشادة بشخصيات الأساتذة وكأنهم رموزا للتدين وخشيت من ذلك الوقت أن يستشري سم الإخوان في أجيال أخرى فتوريث السمو الشخصي لأعضاء الجماعة أساس أول تعتنقه الجماعة الضالة حتى يتم تمرير المنهج من خلال الشخص ورأيه دون البحث في تفاصيل ما يتم حشو العقول به ومن هنا توالت أخطار كانت تمر بيننا وكان هنالك من يصفق للجماعة بل ويشيد بها في مناظراته علنا وعندما اشتدت حمى الوطيس وتم الكشف عن التوجهات وفلترة الرؤى حاول البعض التخفي والتهرب من انتمائه للجماعة ولكن أقرب تلامذته المنتمين لاحقا للجماعة كشف أوراقه، وآخرين كانوا يمارسون الفكر الإخواني في جماعاتهم الخاصة وبين صفوف المطبلين لهم ونوع ثالث كان على صلة بالجماعة الأم وظل يندد بكل ما يمسها أو ينال من مناهجها.
جماعة الأخوان المسلمين المحظورة دوليا وفكريا واجتماعيا تسببت في تلويث الفكر وفي «شيطنة « الحوار وفي «تسييس» التعليم وتقديس «أعضاء الجماعة» وتدنيس «البراءة الإنسانية « بلغة الدسائس وخبث المؤامرات.
في ظل التضييق على الجماعة وكشف مخططاتها في السعودية والخليج فإنها تمارس المقاومة المدججة بترتيب الخطط وهيمنة المناهج وتأليب الرأي وحراسة الفكر حتى تعيد رسم مخططاتها من جديد.
العدو الخفي أصعب وأسوأ خطرا من المبين والجماعات التي تربط الإسلام بالسياسة أشد فتكا من المنظمات السياسية وعندما نتحدث عن الإخوان المسلمين فنحن إمام جماعة «اخطبوطية» لفت اذرعها على عدة مواقع وجهات منذ نشأتها قبل عقود طويلة وبعد اندحار سطوتها في مصر وتحجيم وجودها في عدة بلدان لجأت إلى الحيل الشيطانية من زرع عملائها وتوزيع مناهجها الخفية في التعليم وخلال المحاضرات السرية وشنت ولا تزال حملات إليكترونية منظمة وشرسة لتوزيع السموم ونشر الفتن وأخونة السياسة.
نحن أمام عدو يتربص بنا الدوائر في التعليم والمجتمع والمنابر والسياسة والاقتصاد يحتاط بخفية ويحتال بخفاء ولا بد من الحذر منه ومنع سطوته وبتر أطرافه ومنع نمو جذوره وتنقية المجتمعات من شوائبه وتصفية الأنفس من فكره وخطره.ولا بد أن تتعاون الجهات المعنية داخليا وخارجيا لتحقيق ذلك.