سعد بن عبدالقادر القويعي
توقيت القمة العربية التاسعة والعشرين في الظهران، والقضايا المطروحة على أجندتها في ظل تحديات مصيرية، ستناقش القضية الفلسطينية، وتطورات الساحة السورية، والأزمة اليمنية، والتدخلات الإيرانية في المنطقة، والأوضاع المأساوية في ليبيا، وجهود مكافحة الإرهاب، -إضافة- إلى التحديات -الأمنية والسياسية- في العراق؛ لتحقيق الاستقرار، والاطمئنان للدولة في شأنها -الداخلي والخارجي-، وعلى نحو يحقق السلامة، والصيانة، والحماية لكل المصالح -العامة والخاصة- فيها، وتحقيق الاستقرار، والاطمئنان للدولة في شئونها الخارجية.
جملة من التهديدات تواجهها قمة ظهران -اليوم-، كاعتماد التطلعات الصهيونية سياسة خلط الأوراق، وتعقيد خارطة الصراع في المنطقة حقق لها مكاسب سيوستراتيجية ؛ لخدمة مصالح الغرب، وذلك من خلال تعميق الصراعات في المنطقة العربية.
-ومثله- دواعي القلق البالغ تجاه سياسات إيران، والتي أدت إلى عدم استقرار دول المنطقة، وأثرت على الأمن القومي العربي ، وأمن منطقة دول الخليج العربي، والسعي إلى السيطرة على مقدرات الأمة العربية؛ مما شكل تهديداً لاستقرار، وأمن المنطقة. -إضافة- إلى الإرهاب التكفيري، والذي يعتبر أداة لاختراق الأمن القومي العربي، بعد أن أدخل الكثير من الأنظمة العربية في حالة من الفوضى، والحروب، والصراعات الأهلية، والعمل على انقسام الدول العربية إلى عدة كيانات طائفية، ومذهبية، وعرقية، ومناطقية.
قمة غير عادية بمفاصلها -المتعددة والمتنوعة-؛ نتيجة تصدر أزمات المنطقة العربية. وفي وقت بات فيه لكل الدول في العالم مفاهيم واضحة المعالم لأمنها القومي، تأتي قمة ظهران؛ لتفرض رؤية جديدة للأمن القومي العربي، ووضع خطة أمنية واحدة ؛ من أجل صياغة توجهات إستراتيجية تضمن مصالح، وأمن الشعوب العربية، وتحدد حساب المتطلبات، ومقارنتها بالمتيسرات، وذلك من خلال تحديد عناصر التهديد التي تعاني منها المصالح القومية العربية.
يواجه الأمن القومي العربي تحديات غير مسبوقة، منها تحديات وجودية، ومنها تحديات تستهدف المصالح الإستراتيجية العليا لبلدان عربية عديدة. -ومن ثم- فإن أي انتقاص لأمن أية دولة، سيقود إلى الحد من قوة الأمن القومى العربي؛ الأمر الذي سيجعل من قادة الدول العربية، العمل بجدية حول كيفية الانتقال من حالة الانكشاف الإستراتيچى إلى مرحلة البناء الإستراتيجي المشترك؛ بما يسهم في دعم، وتعزيز الأمن، والاستقرار في المنطقة، والعالم.