سلطان المهوس
قبل أن أكتب رأيي في التغييرات المتلاحقة التي تضرب إدارات الأندية الجماهيرية، واختفاء أسماء، وظهور أسماء أخرى، وتأثير ذلك، يجب أن أكون منطقيًّا وعقلانيًّا؛ فالأندية ما زالت تتبع القطاع الحكومي، ولم تنفصل عنه قيد أنملة؛ وهو ما يعني أن الإجراءات الرسمية للتغييرات - أيًّا كانت - لن تدخل في صميم «النقد» قدر الأثر الذي يمكن أن تنتجه هذه التغييرات في التركيبة القادمة للأندية على اعتبار أن الأمر - بهذا العدد - يعتبر «سابقة»، تكشف أن «جِلدًا» جديدًا ينمو تاركًا حقبة من الزمن..!!
ربما سيكون نادي الهلال هو الأول في مقاييس «القلق» من تلك التغييرات على اعتبار أنه سلخ «إرثًا» متواصلاً؛ ليبدأ خطوة الرئيس «المكلف» دون اجتماع لأعضاء الشرف لأول مرة، بينما العديد من الأندية ذاقت الأمر، واعتادت عليه..!!
سامي الجابر رئيسًا لنادي الهلال..
يا له من خبر «عظيم»..
أمر مثير للجمال أن يكون خريج مدرسة الهلال، وأحد أساطير الكرة السعودية عالميًّا، يعود ليترأس «الهلال».. لكن هل ذلك سيكون كافيًا؟؟
النادي عبر تاريخه العظيم لديه «مخزن» سري لإدارة «مواقفه» و«نجاحاته»، وأذرع «خافية» و«واضحة» لإنجازاته، و«حكماء» يديرون «مساره» دون ضجيج أو «فوضى».. والمرة الوحيدة التي حدث فيها «الإرباك» صادفت أن «الجابر» كان طرفًا بالأمر بعد أن دخل «المخزن»؛ ليكشف جانبًا «محرمًا» كشفه..!!
الجميع يعرف القصة واللقاء التلفزيوني آنذاك..!!
حضر الجابر لاعبًا وإداريًّا ومدربًا بنادي الهلال، وكان عنوانًا للمجتهد المحب المتميز المنجز.. لكن كل ذلك لن يكون كافيًا لكي ينجح برئاسة نادي «الهلال»..!!
إذا أراد صديقي الجميل سامي الجابر النجاح فعليه أن يتمعن جيدًا بالإرث الإداري الذي قاد النادي ليكون «زعيم آسيا»؛ فالحكمة ثم الحكمة ثم الحكمة وحدها سبيل النجاح، والمحافظة على «الهلال». وعهد «أنا النجم» و«أنا التاريخ» ليس مكانه «الهلال» الذي تناوب على رئاسته أطياف مختلفة بالذكاء والفكر والخبرة والسيولة المالية.. ومع ذلك كان طوق النجاة لهم «إرث الهلال»..!!
العاطفة تندفع مع قرار تعيين الجميل «سامي»، لكن «القلق» يكمن من خلال قراءة «المطبات» التي تعرض لها - دون إرادته - خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فما بين عضو اتحاد كرة، وعضو آسيوي، ورئيس ملف علاقات دولية.. والنتيجة كانت: «لم ينجح أحد»..!!
الخلوق سامي الجابر شخصية عالمية كبيرة، وماركة سعودية مهمة وملهمة كواجهة للكرة السعودية، وقراءة ملاءمته لرئاسة «الهلال» تبقى «ملهمة» رغم أنها غير قابلة «للنقاش» لدى «عشاقه»؛ فسامي اللاعب والمدرب والتاريخ لن ينفصل بسهولة عن سامي «الرئيس» المخطط الإداري، وإن استطاع بمهاراته تجاوز ذلك عبر تمسكه بإرث «الهلال» فسيكون بأمان تام جدًّا..!!
لأنه «نجم» و«رئيس» فعلينا مؤازرته بالنقد الجميل ببداية عمله؛ إذ سيكون كل المدربين معه أمام اختبار «التناغم» بحكم أنه «الرئيس النجم»، وسيكون عليه ضمانة «نجومية» اللاعبين الأجانب، والأهم أن يبتعد عن «التصادم» مهما كلف الأمر.. إنه إرث «الهلال»..!!
التغييرات والحراك الإيجابي يعنيان الابتعاد عن الجمود والتقليد الزمني.. والأندية التي حصلت على فرص التغيير عليها أن تتكيف؛ فالخارطة الجديدة تنبئ عن مسار مستقبلي جديد، لم نعتَدْه، والرهان سيكون «مكلفًا» على من سينطلق بشكل خاطئ لتطبيق هذا التغيير..!!
بطبعي متفائل دائمًا..