عبدالله العجلان
مع تعدُّد وتنوُّع بطولات الهلال تأتي بطولة الدوري المسجلة باسمه رقم 15 مبتعدًا عن أقرب منافسيه في قائمة أبطال الدوري بـ 8 بطولات، بوصفها واحدة من إنجازاته المثيرة المميزة لاعتبارات وأسباب مختلفة، أثبتت قوته، وحقيقة تفرده وزعامته؛ إذ تحققت وسط ظروف صعبة مزعجة، وأجواء عاصفة بعد خسارته البطولة الآسيوية وما ترتب عليها من آثار فنية وإدارية، وإصابات موجعة ومؤثرة لأبرز نجومه، فضلاً عن المتغيرات المتسارعة في الأحداث الرياضية الصاخبة، والقرارات الغريبة المفاجئة من اتحاد الكرة في الشهور القليلة الماضية، التي لو تعرَّض لها فريق غيره لهبطت به إلى المراكز المتأخرة..
بطولة دوري جسدت في ظروفها وأجوائها وتفاصيلها الفارق الكبير بين الهلال وغيره، ليس فقط في عدد البطولات؛ فهذه أمرها محسوم منذ زمن بعيد، وإنما في تماسك وتعاضد ووقفات رجالاته، وإصرارهم على إرضاء جماهيرهم.. وفي تمرسه وثقافته وإتقانه وإلمامه بكيفية إحراز أصعب وأشرس البطولات، وأنه في كل الأحوال، وعلى مر الزمان، كان - وما زال - الطرف الثابت والمنافس الدائم على سائر بطولات الدوري.
مبروك للهلاليين بطولتهم الأجمل والأحلى والأغلى، تهنئة خاصة لأبرز صُنَّاعها: الرئيس الفذ والأمير (الجنتلمان) نواف بن سعد الذي استطاع بهدوئه وحكمته وخبرته احتواء كل المنغصات، وتجاوز أسوأ الأزمات، والخروج من الموسم الاستثنائي بمنجز ذهب، يليق بنبوغ وشموخ الهلال..
الطائي على مرمى(هجر) من المجد!
بعد غد الأربعاء سيكون يومًا مفصليًّا حاسمًا في تاريخ الطائي وآمال وطموحات جماهيره. (90) دقيقة مصيرية أمام شقيقه هجر هناك في أحساء العراقة والخير والطيب، تفصل هذا الفريق المكافح عن تتويج تعبه وتألقه، وتحقيق حلم العودة لمكانه الطبيعي، وممارسة هوايته المفضلة مع النخبة الكبار..
رغم القرارات الفوضوية المجحفة المتلاعبة في اللوائح والأنظمة من قِبل اتحاد الكرة إلا أن الطائي لم يعش منذ سنوات طويلة، حتى أيام ما كان في الممتاز، مثل هذه الأجواء الصحية في التكاتف بين أطيافه ومكوناته والدعم المعنوي والمادي من أعضاء شرفه الأوفياء بقيادة الكريم الباذل بسخاء المهندس سعود الصقيه، كذلك التناغم بين إدارته برئاسة الخبير الخلوق ناصر الحماد ومحبيه وجماهيره؛ وهو ما أنتج بلوغه هذه المرحلة المتقدمة في الدوري وصيفًا للمتصدر الوحدة، ومرشحًا ومؤهلاً بقوة للصعود إلى دوري المحترفين..
ليست النتائج وحدها تحكي واقع الطائي الراهن، بل أثبتتها هيبة وفخامة وإبهار وتفاعل مدرجاته، وهي تتفوق شكلاً ورقمًا على كثير من أندية دوري المحترفين، وكأنها تقول: «هذا هو الطائي، غيابه لا يلغي شموخه.. قيمته وقمته وقامته».. لكن يبقى الأهم وهو أن هذه مجتمعة لا معنى لها، وستتحول إلى كلام يتطاير في الهواء، إذا لم يدرك مدربه ولاعبوه ومسيروه أهمية لقاء هجر، وضرورة التعامل معه بهدوء وتركيز وانضباط فني قبل المباراة، وداخل الملعب، كما حدث في لقاء الشعلة الأخير.
كثيرون حتى من غير أنصاره يتلهفون لعودته، ومشاهدة كبريائه وعنفوانه، وبهاء حضوره؛ ليضيف المزيد والجديد من الصمود والإثارة وقوة الإرادة لدوري المحترفين. أمامكم فرصة عمر لكم، وقمة مجد لناديكم.. استثمروها، قاتلوا فيها لإنصافه، وتحقيق حلم عشاقه.