سامى اليوسف
يصفونها ببطولة «النوايا الحسنة»، وتارة ببطولة «الغصب»، ولكنها في رأيي أنها ذات نكهة خاصة وطعم مختلف يحير واصفها، فهي ذات مذاق مختلف عن جميع الألقاب الـ14 السابقة، فالمشاهد والمواقف التي رآها وعاشها كل هلالي في هذا الموسم جعلته يعيش ليلة الخميس فرحة تختلف عن سابقتها.
التحدي كان يكبر جولة بعد أخرى، فالضعيف استقوى فجأة، والخصم البعيد صار قريباً مرة، وفي كل جولة يقبض الزعيم على صدارته أكثر .. غاب أساسيون، وغادر نجوم مؤثرون، ورحل مدرب كان يعده الهلالي صاحب الخلطة السرية في عودة فريقه لعناق الدوري، كل ذلك والهلال يزداد قوة من الداخل وبدعم شرفييه ومدرجه الأصدق في ردود أفعاله على أخطاء إدارته ومدربه ولاعبيه وكل من يتعرض لعشقه.. تعالت أصوات الصحافة الصفراء بإثارتها المفتعلة في محاولة تفتيت تماسك الهلاليين من الداخل، وفي كل محاولة كانوا يعتقدون بأنها ترفعهم كانوا في الواقع يسقطون أكثر في حفرهم حتى تجرعوا الخيبة.
استوت سفينة الهلال في «محيط الرعب» بعد رحلة تحدت فيها أمواج تلاطمت.. يفرح الهلاليون الأنقياء ولا ينسوا أن فريقهم ما زال يحتاج الكثير ليعود كما ألفوه وعرفوه.. ولكي تتحقق هذه العودة لا بد من التغيير في نمطية التعامل الإداري والجماهيري جنباً إلى جنب ، فالمركزية في القرار لاتجدي، وحضور «المدير الرياضي» بات مطلباً ملحاً، والفريق الذي يفوز بكل البطولات لم يعد له وجود، فالانتقائية في نوعية وأهمية البطولات ذات أولوية قصوى.
أبو خالد.. السند للزعيم
عندما تقترن الأقوال بالأفعال يصل التقدير ذروته، وهذا حال عضو الشرف الهلالي الكبير الوليد بن طلال مع الهلال، وحال الهلاليين معه.
يجيء شرفيون ويرحلون حيناً، يحضر بعضهم ويغيب فترةً، ولكن يبقى أبوخالد ثابتاً في دعمه في كل الظروف، وحب الهلال راسخاً في قلبه في كل الأحوال.
مواقف الأمير الوليد لا تتباين بين إدارة وأخرى، فهو قريب من الجميع، ومعهم في كل الأزمنة بالرعاية والدعم المادي والمعنوي، وجاء حضوره في ليلة التتويج وقبلها ليتوج هذه العلاقة الثابتة ويؤكد رسوخها.
أدبيات الإنجاز
كتبت ذات مقال، أن تشجيع الهلال من العادات الجميلة، بل الراقية، فالمشهد الفرائحي للهلاليين على حد سواء مليء بالثقة وأدب الإنجازات، مفعم بالروح الرياضية العالية والأخلاق الرفيعة، الرئيس يهنئ الجمهور واللاعب يقدم البطولة هدية للمدرج والمحترف والمدرب الأجنبيان يعبران عن سعادتهما باللعب والعمل في نادي «محترم» كالهلال، لا نيل أو استحقار أو سخرية للخصوم والتعدي عليهم، إنها البيئة العامرة بالحب وتقدير الذات واحترامها.. في الهلال ينزلون الناس منازلهم التي تليق بهم.
خاتمـة
كن هلالياً تر الوجود جميلاً.