فهد بن جليد
ستة ملايين موظف حول العالم تناقلوا خلال 24 ساعة فقط (تقريراً) نشرته صحيفة (بزنس إنسايدر) الأمريكية على موقعها الإلكتروني، حول 22 علامة (خفية وسرية) تفضح الكُره المحتمل من زملائك في العمل، وتُرجم التقرير إلى عدة لغات في اليوم التالي ممَّا يدل على مدى الاحتقان العالمي في مختلف المجتمعات والثقافات بين أوساط الموظفين وبيئات العمل، وهو أمر لافت رأيت أن نتحدث عنه اليوم فنحن لسنا استثناءً عن العالم.
من المستحيل أن يحبك جميع المحيطين بك في بيئة العمل -هذا أمر مفروغ منه- على الأقل تلك طبيعة العلاقات الإنسانية وتبايناتها, هناك أشخاص خفيين حولك يكرهونك من دون سبب واضح, قد يشعرون بالمنافسة تجاهك دون أن تعلم بذلك، يُضايقهم نجاحك وإن لم يُشعروك, فالقاعدة تقول مع كل يوم تذهب فيه إلى العمل، تذكر بأنَّك تسير وسط حقل مليء بالأشواك والألغام.
الخبيرة (لين تايلور) تؤكد «من لا يبتسم عند وجودك بشكل طبيعي وتلقائي مثل زملائك الآخرين فاحذر منه», كما أنَّ أولئك الذين يتجهون لاستخدام السلالم أو الدرج عند رؤيتك تنتظر المصعد هم كارهون محتملون, من يمدحك ويقول إنَّ وجودك في هذا العمل خسارة وأنت تستحق مكاناً أفضل هو في الحقيقية يكره بقاءك ويتمنى أن تنتقل إلى وظيفة أخرى أو مكان آخر، من لا ينظرون في وجهك مباشرة وباستمرار عند الحديث معك هم لا يطيقونك في الحقيقية، ومن لا يسألون عن أحوالك الشخصية أو يتظاهرون في المراسلات الإلكترونية والبريدية بأنَّهم جادون ومباشرون هؤلاء يشعرون بالغيرة والكره تجاهك، لذا يحاولون إشعارك بمدى جديتهم وأنَّهم أشخاص عمليون بالفعل, هناك من يكرهك لمجرد الشعور بأنَّك تسرق الأضواء في بيئة العمل -ليس بينك وبينهم خلاف شخصي- ولكنَّهم يحاولون الاصطفاف ضد أفكارك وتعطيل مشروعاتك، وعدم ترشيحك أو التصويت لصالحك لهذا السبب فقط, قد يكرهك أحدهم بسبب شكلك أو لأنَّك تشبه شخصاً آخر يكرهه أصلاً، إلى غير ذلك من الأسباب التي قد لا تكون صائبة، ولكنها علامات ودلالات جُمعت للحذر.
لا يُنتظر منك أن تواجه من تكتشف أنَّهم (غير محبين) أو لنقل كارهين لك بالفعل -تجاهل الأمر- ولا تواجههم بهذه الحقيقية التي اكتشفتها، يكفي التعايش معهم وفق أدبيات العلاقة المهنية وتوخَ الحذر عند التعامل معهم، لا تسعَ لتصحيح مفاهيمهم إطلاقاً, سيكتشفون يوماً ما الخطأ ويُصَحِّحُون شعورهم نحوك، شريطة أن تكون بالفعل شخصاً تستحق الحب، ولا تبادلهم الكره أو تثير (غيرة الأقران).
وعلى دروب الخير نلتقي.