د. خيرية السقاف
قمة العرب في البيت السعودي الكبير, تنزل أهلاً, وتطأ سهلاً..
هكذا هو محضن الكبار للأهداف, والأبعاد..
ففي الوقت الذي تؤسس «الرياض» بيدها اليمنى شراكة التطوير, وتؤطر شكل تقاطيع ملامح القادم مع دول العالم الكبرى, تفعل كما عادتها فتمد كفها الثانية لدول الجوار وهم أعضاء القمة العربية..
ولنتخيل أن الشراكة ذاتها التي أسست لها مع دول العالم الكبرى عملياً, تقوم بين هؤلاء على مستوى المنصوص عليه بتفاصيله في رحلة الرياض الممثلة بولي العهد المكوكية التي وضعت قواعد التعامل, وقننت نوعية التبادل, وأقامت اتفاقات التشغيل, وفتحت بوابات الإنجاز بينها وأولئك, فما الذي سيكون عليه حجم القيمة للأوطان العربية كلها التي تجمعها قمة الرياض المقامة في الجزء المشرق منها حين تتحقق شراكات النيّة الواحدة, والمقدرات المشتركة, والعزيمة الجادة, والتنفيذ الفعَّال؟!..
إن التطلع بعد هذه القمة, في ضوء مستجدات السياسة العالمية, والتوجهات المختلفة لذوي النوايا المظلمة, أن على العرب أن ينفذوا ما على الورق في قواعد راسخة فوق الأرض, وما عن المشافهة من وعود, وعهود إلى مدونات متحركة تطبيقاً على أرض الواقع, بل عليهم ليس فقط الإصغاء إلى وجاهة الغاية من لقاء الشرقية في هذه القمة, بل بعد أن يتفرّقوا أن يكون الفأس في اليد, والعزم في العضد, والكلام بالعمل..
وكلنا نتطلع إلى قمة عربية موفقة, لا تتبخر بعدها جهود المملكة لتصنع من أمل الجميع أمة فاعلة, متحدة في النيّة, وفي البناء, وفي القوة.