تتعرض المملكة العربية السعودية إلى هجمات إعلامية ظالمة وشرسة في محاولات لتشويه سمعتها لدى العالم كافة والعالم الغربي خاصة. منذ زمن بعيد إلى يومنا هذا وهذه الهجمات تتزايد لتشكيل صورة نمطية غير صحيحة عن المملكة والنظرة الغربية تزداد تشاؤماً لسماع أي شي يخص الشأن السعودي، في الآونة الأخيرة ازداد تركيز هذه الهجمات على المملكة العربية السعودية ونحن المسلمين والعرب والمنصفين من الغربيين المطلعين ندرك أن ذلك ظلم كبير ونسف لسجل المملكة الإنساني..
أجزم أن المملكة العربية السعودية تمتلك أشرف وأنظف سجل إنساني في العالم، والدلائل على ذلك كثيرة وجلية للجميع..
لا يكاد يوجد أزمة إنسانية في العالم إلا ونجد أن للمملكة العربية السعودية يداً في حلها سواءً بالدعم المادي أو البشري أو العسكري..
محاولات تحسين الصورة النمطية للمملكة قليلة جداً خصوصاً أن أكثر هذه المحاولات فردية أو مؤسسية خاصة.. لكن ذلك أصبح من الماضي..
مشروع سلام للتواصل الحضاري برعاية مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تبنى هذا المسؤولية العظيمة والثقيلة لتعديل صورة المملكة الخاطئة لدى العالم..
مشروع سلام الذي تأسس في 2012 يسعى للتعريف بالصورة الحقيقة للمملكة وتعزيز سبل التواصل والحوار الحضاري بين المملكة ومختلف الثقافات والمجتمعات على مستوى العالم..
تنصب جهود مشروع سلام ومخرجاته على تقديم المملكة بصورتها الحقيقة للعالم من خلال مد جسور التواصل مع شعوب العالم من خلال مجموعة من المهام ترتكز على الرصد لما كتب ويكتب عن المملكة من تقارير وملاحظات ومزاعم، بالإضافة إلى قياس المؤشرات الإيجابية والسلبية بالصورة الذهنية عن المملكة عالمياً، ومن أهم المهام التي يقدمها مشروع سلام هو الرد العلمي والموضوعي على محاولات تشويه صورة المملكة وتزويد ممثلي المملكة حول العالم بما يمكنهم من الرد على ما يثار حول الشأن السعودي أيضاً تقديم مادة موضوعية عن المنجزات التنموية في المملكة، ومجهوداتها الإنسانية والإغاثية للباحثين والمهتمين ووسائل الإعلام العالمية، كما أن رفد صانعي القرار والباحثين والمهتمين بالشأن السعودي حول العالم، بما يضمن صياغة تقاريرهم وبحوثهم عن المملكة بدقة وموضوعية وحيادية يأتي ضمن المهام التي يقدمها مشروع سلام.
منذ تأسيس مبادرة سلام من خمسة أعوام قدم قاعدة بيانات سلام، والتي تعنى بسجل رقمي متكامل المعلومات عن أهم الشخصيات والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن السعودي، إضافة إلى التقارير الدولية الصادرة عن المنظمات الحقوقية ووزارات الخارجية ومراكز البحوث ووسائل الإعلام الدولية عن المملكة. ورصدت قاعدة بيانات سلام حتى الآن نحو 1220 منظمة دولية و 2391 تقرير دولي و800 شخصية دولية مهتمة بالشأن السعودي. إصدارات سلام والتي تهتم بالأبحاث والدراسات المتعمقة والتي تجاوزت 35 دراسة وبحث. الحقيبة الدبلوماسية، وهي مؤلف يتضمن الأسئلة الشائعة والمتداولة عن مختلف القضايا التي يستفسر عنها الشخصيات والمنظمات ورجال الأعمال والصحافة في المجتمعات الأخرى والإجابة عنها، ويستهدف بها الدبلوماسيون السعوديون والطلاب المبتعثون والوفود الرسمية والأكاديمية والثقافية.
إن مشروع سلام وإن كان مشروعاً حكومياً فهو قبل ذلك واجب وطني على كل سعودي، وخصوصاً المبتعثين؛ كونهم مختلطين بالمجتمعات الغربية وعلى اطلاع على ثقافاتهم..
أنا كطالب مبتعث أستشعر المسؤولية العظيمة والواجب الديني والوطني تجاه إنجاح هذه المبادرة وتطويرها لتقديم المملكة العربية السعودية بالصورة التي تليق بها للعالم، وأحث إخواني وأخواتي الطلاب والطالبات وعلى وجه الخصوص المبتعثين والمبتعثات في الإسهام في دعم هذه المبادرة وأن يستشعروا الواجب الديني والوطني تجاه بلادهم العظيمة..
آخر إحصائية رسمية نشرت في نوفمبر الماضي، تشير إلى أن عدد الطلاب والطالبات المبتعثين السعوديين في العالم يصل إلى 115 ألفاً، وفي دولة مثل الولايات المتحدة تحتضن ما يقارب 77 % من هؤلاء المبتعثين، حري بها أن تكون نقطة المحور لبدء المبادرة، وخصوصاً مع وجود السفير الشاب وأمير الدبلوماسية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، ووجود ملحقية ثقافية تدعم جميع المبادرات الهادفة، التي من شأنها تثقيف الطالب السعودي بالخارج وتقديمه كسفير مميز لبلده، بقيادة سعادة الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى.
** **
- واشنطن دي سي