سلطان بن محمد المالك
حضرت الاسبوع الماضي المؤتمر العالمي للتمور والذي نظمته بشكل رائع ومميز وزارة البيئة والمياه والزراعة وبحضور عالمي من المهتمين بالتمور وصناعتها وتسويقها. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ذكر معالي وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبدالرحمن الفضلي نقاطا مهمة للغاية اتفق معه فيها، ومن أبرزها أن الإنتاج لدينا في العالم العربي يمثل 95% من الإنتاج العالمي للتمور وهو شيء ممتاز ولكن تعاملنا مع التحديات والعقبات يجب أن يأخذ مزيدا من الاهتمام وخصوصا في الجانب التسويقي للتمور الذي يعد أهم عائق في المرحلة الحالية. وفي كلمته ذكر الفضلي أن المؤتمر يهدف إلى «إيجاد منصة عالمية لتطوير قطاع التمور ودعم التبادل التجاري والمعرفي والتكامل الإقليمي والدولي في هذا المجال، للوصول إلى تنمية الفرص ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتنويع الاقتصاد وتعظيم القدرات الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي المهم». وأشار أن المؤتمر يهدف إلى «تعظيم الفائدة من قطاع التمور بصفة عامة، فلدينا إنتاج يفوق 15 في المئة من الإنتاج العالمي، إذ يبلغ مليون طن، ونسعى إلى تعظيم الفائدة والقيمة من هذه المنتجات، ونؤمن أيضاً بأهمية القطاع الخاص والقطاع البحثي ومنافذ البيع التي نهدف من خلالها لأن تكون التمور أساساً لغذاء المواطن في المملكة، لقيمتها الغذائية وتركيبتها الصحية»، مشدداً على أهمية المحافظة على هذا الموروث وأن تتم تنميته ليكون مصدر دخل مناسب للمزارعين وخلق فرص عمل للشباب السعوديين. كما طالب أن يكون هناك تكامل وعمل منسق مع الدول العربية من أجل تعظيم الفائدة من الإنتاج الكبير المتوفر منها. وأكد الفضلي أن التسويق يعد أمراً مهماً للغاية لم يحظ باهتمام كبير في السابق ويجب التركيز عليه المرحلة المقبلة وأن يكون لدينا علامات تجارية محلية يتم تسويقها وتصديرها للخارج بشكل أفضل مما يتم حالياً. وشارك وزير الزراعة العماني نفس الرأي بضعف التسويق وقلة الاهتمام به وطالب بأن يتم الاهتمام به من جميع الدول العربية مع أهمية تبني مبدأ الارتباط بين التمور والمواطن في كل دولة.
أعتقد بأنه حان الوقت بأن تعمل الجامعات ومراكز الأبحاث في المملكة مع الوزارات المعنية من أجل إعطاء التمور حقها من العناية والاهتمام، وأن ينظر لها كمورد اقتصادي مهم يضاف للإيرادات غير النفطية للمملكة في المرحلة القادمة. كما أنه من المهم أن تتولى هيئة تنمية الصادرات السعودية والجهات ذات العلاقة دوراً مهماً بشكل أكبر في تصدير التمور للخارج مع مشاركة الشركات والمزارعين في مساعدتهم وتأهيلهم تسويقياً في تواجد العلامات التجارية السعودية بهويات احترافية وبجودة عالية ليسهل تصديرها وتسويقها في الخارج. وأن نتغلب على المشكلة الحالية لدينا في قطاع التمور المتمثلة في أن الإنتاج يسبق التسويق بعكس ما يجب أن يكون.