مها محمد الشريف
من الصعب أن تتبع تطورات الرأي العام وتختصرالاقتراحات الكثيرة، ومثل هذه المسارات تبدو متعرجة، وبما أننا نعيش في مثل هذا العالم الذي يتطلب تغييرات شاملة تحقق أملنا بالسير في الطريق الصحيح بمعدل متسارع، والمكان والزمان والجهود المبذولة تؤكد أن التقدم ملحوظ وملموس وهذه السرعة في التطور منحتنا ضعف الزمن المفروض وهيئت الفرص بحيث يمتلك الجميع ساعة يصعب إيقافها.
فبلادنا تشهد باقة من التطورات شملت الفعاليات الثقافية التي تنظمها الهيئة على أنشطة مختلفة تتنوع بين فعاليات أمسيات القراءة، وأمسيات شعرية وندوات أدبية، والعروض التراثية العالمية، وعروض الموسيقى والأوركسترا، ومن منطلق هذه التطورات سيتم تنظيم هذه الفعاليات في الأماكن العامة لكي تسمح للجمهور بالتفاعل والحضور بما في ذلك المراكز التجارية والجامعات والمراكز الثقافية.
فكانت زيارة رجل المستقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا مثمرة وناجحة بكل المقاييس وبرؤيته نحو تطوير المملكة، بعد النجاح الذي أبهج الوطن والعالم حتى وصفوا هذه الجهود بـ»الثورة الاجتماعية العظيمة» التي يقودها في السعودية، وتم بحث الجانب الثقافي إلى جانب القضايا المهمة فكان التعاون الأكاديمي والثقافي والعلمي، قد أحدث هذا التعاون شراكة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، دعت إلى تأسيس برامج في مجالات: التعليم والتدريب، والبحث والابتكار، والثقافة والتراث والسياحة، والرياضة والشباب، وستشارك فرنسا بخبراتها السياحية والتراثية لمصلحة رؤية 2030، وهذه نتيجة فذة ومتزامنة مع تطور العالم وتثبت أننا نسافر بسرعة الضوء إلى المستقبل.
وبهذا التعاون وهذه الشراكة الجديدة، سنشعل مصابيح كانت معظمها مطفأة على مناضد قديمة، وهذه الزيارة جسدت كذلك جهد المملكة العربية السعودية في تطوير قطاع سياحي وتراثي مستدام في منطقة العلا بمشاركة شركاء دوليين، إلى تعزيز التعاون في مجالات محورية من خلال عدة مشروعات هيكلية.
لاشك أن الأهداف من التغييرات في عمر الزمن لها معنى ومفهوم كبيرين في حياة الشعوب وحضارة الدول وتقدمها، ويسري نفس الاستنتاج على بلادنا الغالية، وقد قابلنا تطوير السياحة والثقافة باحتفالية لتوقيع هذا التعاون الذي يمثل الاتجاه الإيجابي ومصدراً مرجحاً للتوافق بين الحاضر والمستقبل والزمن بينهما، وعليه فإن المملكة تشهد انفتاحاً كبيراً.
إن هذا شيء يدعو للفخر والزهو، فكل البيانات فحواها تطوير لا يتوقف ولا ينطفئ وهجه، وهذه الأحداث تحوي كثيراً من الأشياء الجاذبة تنتقل إلى دول العالم بسرعة فائقة، فالثقافة والسياحة عنوانا الحضارات وخطان مستقيمان نحو أشعة ضوء لا تغير موقعها.
فلعل أشد ما يراه المجتمع سطوعاً عناية الدولة بهذه الجوانب وحرصها على موقع المملكة في سماء العالم الفسيح بكل مكوناتها التاريخية والحضارية وتطوير جميع قطاعات الدولة بوسائل حديثة وجديدة، ليكون لها ضياء النجوم اللامعة في تلك السماء، والشيء الرائع أن نصل إلى قائمة الفعاليات الثقافية الأكثر شهرة في العالم وعروض برول ايرو وهو عرض مستوحى من التراث المحلي الأمريكي والانفتاح على ثقافات وفنون العالم.
كما سيتم تنويعات أخرى من التغييرات المؤثرة على ثقافة الفرد بتنظيم طريقة تفكيره، ومنحه فرصة للاطلاع وحضور مهرجانات متنوعة، بداية من الموسيقى الكلاسيكية (آرتي فيستفال) التي تشهد مشاركة مجموعة عالمية من الموسيقيين لتقديم حفلات موسيقية للجمهور.
ونوع آخر من الفنون تقام مثل حفل الجاز المشترك السعودي الألماني، وهو حفل أداء مشترك لثلاثة من عازفو الجاز الألمان الذين سيقومون بالعزف مع عازف أو عازفين من السعودية. أما فرقة الأوركسترا الألمانية أوركسترا فيلاهارمونيكا، فتعد إحدى أبرز فرق الأوركسترا المعروفة من مدينة برلين، ونستطيع القول هنا أن تحديث كبير يطال الإنتاج الثقافي والفنون المختلفة ومحاولات ناجحة للتبادل في كافة المجالات.