يوسف المحيميد
أحيانا، وفي كثير من المناسبات، لا نتنبه لبعض التفاصيل الصغيرة، تلك التي يقوم بها أشخاص على هامش المشهد الكبير، فأثناء زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة وفرنسا وأسبانيا، وبعيدًا عن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة، وأيضًا خارج إطار الثقافة والتوقيع مع جهات ثقافية وفنية كبيرة، ظهر أكثر من (شيف) سعودي موهوب، من الجنسين، لفت انتباه الأجانب والزائرين للمناسبات المنعقدة هناك، حيث كانت لمساتهم وقدراتهم الإبداعية لافتة في كثير من هذه المناسبات التي نظمتها مسك وإثراء وغيرهما.
لقد لفت انتباهي قدرة هؤلاء الشباب على تغيير ملامح المطبخ السعودي، وعلى جرأتهم في التجديد في وجبات شعبية معروفة، سواء من حيث الحجم أو النكهات، وكذلك الاستفادة من التمور التي تتميز بها المملكة من خلال إدخال أكثر من مذاق عليها، إن هؤلاء سيضعون بصمتهم قريبًا على وجبات ومأكولات كنا نعتقد أنها شعبية وتقليدية لا يمكن تغييرها والمساس بها.
يبدو أن المستقبل يحمل معه أشياء جديدة، ومغامرة طموحة في تجديد ما كنا نراه من المسلمات التي لا تتغير أبدًا، سواء على مستوى فنون الطبخ، أو غيرها من مكونات المجتمع والثقافة السعودية، فما يحدث الآن هو نهضة شاملة، وشعور جميل بالمسؤولية من قبل الجميع، كأننا ندخل مرحلة تشير إلى أن علينا أن نحلم، ونجرب تنفيذ أحلامنا على الواقع، فكل شيء قابل للتحقق، والجيل الشاب في المملكة يحمل معه أدواته وأحلامه وطموحه، ولا يحتاج منا أي تدخل أو وصاية، فقط ينتظر أن نثق به، ونمنحه الفرصة كاملة كي يعمل ويبدع في أي مجال.
أظن أنها مرحلة الأحلام والطموحات، فمن لم يقاتل لتحقيق حلمه في هذه المرحلة القابلة لكل شيء، لن يحققه في زمن آخر.