د.عبدالعزيز الجار الله
الأحداث الساخنة في الشام، هي من أحداث الماضي المؤجلة، من أيام الحرب العالمية الثانية 1954م عندما تم تفكيك الوطن العربي إلى دويلات داخل كل دولة وأقاليم وقيادات وطوائف كما هو الحال في لبنان وسورية والعراق واليمن وليبيا وباقي الدول العربية، وما يحدث في سورية هذه الأيام إلا صورة من الماضي، وحرب مؤجلة، حيث تسيطر أقلية طائفية علوية على الحكم في سورية، وتريد أن تفرض أجندتها السياسية والوطنية ليس على سورية بل على بلاد الشام: لبنان والأردن وفلسطين.
هل نحن أمام مرحلة تصحيحية انكفاء إيران داخل أقاليمها وبلادها إلى ماوراء سواحل الخليج العربي، وانسحابها من: العراق وسورية ولبنان واليمن. وتعتني بأقاليمها المهددة بالتفكك، فكل الأقاليم الحدودية هي أراضٍ لدول الغير، وهي خليط من القوميات التي سرقت أراضيها بين الحربين العالميين. وتعود سوريا للسكان الأصليين دولة للعرب من أهل السنة ويتم وضع الطوائف الصغيرة والأقليات القليلة توضع في محيطها الصحيح، وبالتالي يعالج أخطاء الماضي الذي منح الامتياز والسلطة للطوائف الصغيرة والأقليات ذات الأعداد المحدودة، ويطبق ذلك على اليمن الذي يشهد سيطرة الأقلية.
الغرب الذي ساهم تاريخياً في هذه التركيبة الديموغرافية والسياسية، نراه اليوم ولمصالحه وإحقاق للحق الوقوف بوجه المعتدي الإيراني ونظام بشار الأسد وروسيا، اليوم يقف الغرب بقوة ضد التمدد الإيراني والروسي حتى لا تبتلع دول مثل: العراق وسورية ولبنان، مما يدخل الشرق الأوسط في خندق الفوضى والاستعمار المظلم الذي لا يبدو منه أي نور أو وميض، كما أنه يهدد بالدرجة الأولى الوطن العربي والشرق الأوسط والمصالح الغربية.
الربيع العربي الذي باركه الغرب وبشر به ودعمه وقال إنه (عرابه) نجد أن الغرب بدأ يدرك الأخطاء الجسيمة التي وقع بها، حين ترك للإيرانيين حرية التحرك والتصرف حتى وصلنا إلى مرحلة احتلال: العراق وسورية وجنوب لبنان والقرار السياسي باليمن.
الأيام القادمة ستنكشف فيها الحقائق وسيكون هناك واقع جديد، ربما يعود الوطن العربي إلى هدوء يحتاجه الوطن الكبير وإنسانه الذي عاش من عام 1979م من الثورة الإيرانية وحتى اليوم في لهيب الحروب، الوطن العربي يود الخروج من النفق القاتم إلى الأراضي المشمسة والمفتوحة بلا مغامرات إيرانية جديدة، ولا خداع وجرائم بشار في سورية.