العواصم - وكالات:
خيّمت توقعات بإقدام الغرب على عمل عسكري في سوريا قد يفجر مواجهة مع روسيا، الجمعة على منطقة الشرق الأوسط، لكن من دون مؤشرات واضحة على أن هجوماً بقيادة الولايات المتحدة وشيك. ووصل خبراء دوليون في الأسلحة الكيماوية إلى سوريا للتحقيق في هجوم بالغاز الذي شنته قوات الحكومة على مدينة دوما وأدى إلى مقتل العشرات. وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين وعبّر عن قلقه من الوضع المتدهور. وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يومين من أن الصواريخ «قادمة» رداً على هذا الهجوم. وقالت مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أمس: إن تقديرات واشنطن تشير إلى أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية 50 مرة على الأقل في الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات. وقالت هيلي لمجلس الأمن الدولي «لم يتخذ رئيسنا قرارا بعد بشأن إجراء محتمل في سوريا. لكن إذا قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها التحرك في سوريا، فسيكون ذلك دفاعا عن مبدأ نتفق عليه جميعا». فيما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت أن الولايات المتحدة تملك دليلا على أن الرئيس السوري بشار الأسد شن هجوما كيميائيا الأسبوع الماضي في مدينة دوما التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقالت نويرت للصحافيين «لن أحدد اليوم الذي عرفنا فيه بالمطلق أن هناك دليلا. الهجوم وقع يوم السبت، ونعلم في الحقيقة أنه كان سلاحا كيميائيا». وأضافت «نعلم أن هناك فقط بعض البلدان مثل سوريا تملك هذه الأنواع من الأسلحة».
كما طالب السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر الجمعة بـ»وقف التصعيد الكيميائي السوري» مؤكدا أن الأمم المتحدة لا يمكنها «أن تدع بلدا يتحدى مجلس الأمن والقانون الدولي في الوقت نفسه». وأضاف أن «ترك دمشق تملك هذه القدرة لتجاوز كل معاييرنا هو ما يشكل تهديدا للأمن الدولي، فلنضع حدًّا لذلك»، مؤكدا أن فرنسا «ستتحمل مسؤولياتها» بعدما بلغ النظام السوري «نقطة اللاعودة». من جانب آخر، أظهرت مسودة بيان لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن التكتل سيبحث فرض عقوبات جديدة على سوريا بما يشمل إدراج مزيد من الأفراد في قوائم سوداء بسبب تطوير واستخدام أسلحة كيماوية. وتشير المسودة في الوقت الراهن إلى العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي بالفعل على سوريا، والتي تشمل 257 شخصا بسبب ممارسة «قمع عنيف» بحق المدنيين والتربح من مساعدة النظام.