محمد عبد الرزاق القشعمي
ما أسرع ما تمر الأيام .. وننسى الأحبة بُعيد رحيلهم .. ولا نتذكرهم إلا لماما وكأنه يصدق علينا ما سبق أن قاله الأديب محمد حسين زيدان – رحمه الله – (نحن مجتمع دفان) لا نتذكر روادنا إلا مع وفاتهم .. وبعد أيام يسدل الستار وننساهم .. وهكذا..
بُعيد وفاة الراحل ناصر المنقور كتبت مقالاً بجريدة الجزيرة (المجلة الثقافية) في عددها (229) الصادر بتاريخ 6 محرم 1429هـ الموافق 1 يناير 2008م تحت عنوان : (وهل ننسى المنقور يا جامعة الملك سعود؟) أطالب الجامعة بتسمية أحد شوارعها أو قاعاتها الكبرى باسمه تخليداً لذكراه ، لما قدمه للجامعة عندما كانت فكرة وتولى إدارتها بعد رحيل مديرها الأول الدكتور عبدالوهاب عزام . وقد جاء في (موسوعة تاريخ التعليم في المملكة) المجلد الثالث في الطبعة الثانية في الحديث عن نشأة جامعة الملك سعود ما يلي :-
« .. وكان خادم الحرمين الشريفين – الملك فهد – في هذه المدة وزيراً للمعارف حيث صرح لمجلة المنهل في شهر جمادى الأولى من عام 1373هـ بقوله » .. إن مما أعنى به عناية حقة تأسيس الجامعة السعودية بكلياتها ومعاهدها على نمط حافل ومدعم»
ثم أصدر سموه الكريم بعد ذلك أمراً بتشكيل لجنة للدراسة والبحث والتخطيط لمشروع الجامعة برئاسة الشيخ ناصر المنقور الذي كان وقتئذ مديراً عاماً للتعليم في وزارة المعارف ، وضمت في عضويتها الدكتور محمد مرسي أحمد – الخبير المصري – وعدداً من رجالات الفكر والعلم في الوزارة ، وبعد دراسة استمرت عامين رفعت اللجنة تقريرها إلى سموه الكريم ، فصدر المرسوم الملكي ذي الرقم 17 في 21 ربيع الآخر 1377هـ بإنشائها وكان من مواده : أن يكون وزير المعارف هو الرئيس الأعلى للجامعة .. وعين الدكتور عبدالوهاب عزام مديراً لها . ص(280) . وبعد رحيل مديرها عزام – بعد عام من إنشائها – تولى المنقور إدارتها باقتدار إضافة لما يقوم به من أعمال قيادية بوزارة المعارف . حتى عودة الدكتور عبدالعزيز الخويطر من بعثته الدراسية والذي تولى مسؤولية وكالة الجامعة فانتقل المنقور إلى رئاسة مجلس الوزراء كوزير دولة .
بعد نشر المقال السابق ذكره بعيد رحيل المنقور تفاعل معه معالي الدكتور الخويطر . ولم يوفق بالتواصل معي ، فأرسل لي الخطاب التالي بواسطة الناسوخ (الفاكس) يشكرني فيه على المقالة ، ويعده من باب الوفاء .
وقال : « .. سبق أن اقترحت في جزء لاحق من كتابي (وسم على أديم الزمان) أن يسمى أحد المدرجات في جامعة الملك سعود باسمه .. » لقد تركت الخطاب كل هذه المدة منتظراً أن تحقق الجامعة ما طالبناها به ..
وبعد مضي عقد كامل على هذه الذكرى استعدت خطاب الخويطر – رحمه الله – فلعله يشفع ويعجل في تحقيق تسمية المنقور على إحدى القاعات أو المدرجات أو الشوارع المحيطة بالجامعة ..