حبيبنا أبو أوس ذو الإطلالة البهيّة، والابتسامة المعبّرة؛ نتحيّن أوقات حضوره إلى مجلس حمد الجاسر الثقافيّ؛ فقد تشغله أعباء العمل ومشروعاته العلميّة عن انتظام الحضور غير أنّ لحضوره شأنًا آخر، وطابعًا خاصًّا؛ فهو لغويٌّ جهبذٌ امتلك ناصية البيان؛ فحين يداخل يثري المداخلات والتعقيبات معنًى ومبنًى.
ولأبي أوس إسهاماتٌ متنوّعةٌ؛ فهو في صدارة ثلّة المحكّمين الذين يُوكل إليهم تحكيم المقالات ذات الموضوع اللّغويّ التي يرغب أربابها نشرها في (مجلّة العرب)؛ كما أنّه لم يتوانَ يومًا عن الكتابة في (جسور) الصادرة عن مركز حمد الجاسر الثقافيّ، ولعلّ آخر مشاركاته ما خطّه بإحساس إنسانيّ عميق احتفاءً بشخصيّة العدد المؤرّخ أ.د. عبدالعزيز الهلابيّ.
ومن إسهاماته إدارة عديد من المحاضرات، بل مبادراته في إلقاء محاضرات استدعاها الواقع وتطلّبها راهن اللغة العربيّة كمحاضرته عام 2007م بعنوان: (الاستعمال الوظيفيّ للّغة)، واشتراكه في محاضرة بعنوان: (الشباب واللّغة) عام 2014م جمعت أساطين اللّغة والأدب في كلّيّة الآداب بجامعة الملك سعود؛ إذ شاطره العزيز أ.د.محمد الهدلق، وأدارها أستاذنا المحقّق أ.د.عبدالعزيز المانع متّعهم المولى بسابغ نعمه.
أمّا من حيث التأليف؛ فقد صدر لأبي أوس عن مركز حمد الجاسر الثقافيّ كتابه (جدليّة الملفوظ والمحفوظ) منذ عقد من الزمن ضمّ خمسة أبحاث هي:
- الاستعمال الوظيفيّ للّغة.
- تباين كتابة الأسماء العربيّة.
- الضاد بين الشفاهيّة والكتابيّة.
- الأصالة والاتّصال في لهجات الجزيرة العربيّة.
- حكايات من نجد.
وهو مؤلَّفٌ ينسجم ورؤيةَ المركز؛ إذ تتوخّى أدبيّات جزيرة العرب التي شغلت حياة حمد الجاسر العلميّة، وباتت معلمًا في المنجز الحضاريّ.
إنّ هذا الاحتفاء سنّة حسنة في المشهد الثقافيّ تصل الأجيال، وتوقظ الأفهام إلى تملّي التجارب، وتحرّي ما هو ناجع في صياغة الذات، وصناعة المستقبل.
وختامًا، يجدر الإلماع إلى تتويج هذا الاحتفاء بجمع مقالات أبي أوس الأسبوعيّة التي تتحفنا بها الجزيرة الثقافيّة؛ لإصدارها في إضمامة بعنوان: (سجالات لغويّة).
** **
- معن الجاسر