هالة الناصر
أعرف بأن هناك الكثير من النساء يتعرضن لظلم فادح من قبل أزواجهن، بل قد تصل بعض الحالات إلى قمة الجحود، ونكران الجميل، حيث تقوم الزوجة بالتضحية في كل ما تملك من مالها وصحتها وصبرها لتجد نفسها ضحية نكران زوج عديم ضمير، نهش لحمها ورماها عظما باليا، تنتظر حسن خاتمتها وتعاني أشد حالات الندم من ضياع عمر لم يعد بالإمكان استعادته مرة أخرى حيث ذهب أدراج الرياح، الذي أريد قوله هو أن كل ما يحدث لنا نحن نساء العرب بشكل عام ونساء السعودية بشكل خاص هو من صنع أيدينا، نبالغ في قراءة الأمور وقياسها بشكل عاطفي بحت حتى نجد أنفسنا وقد أوصلنا أزواجنا لحالة من الحالات التي تجعله لم يعد يكترث بنا أو يهتم بردة فعلنا أو لم يعد يخاف عواقب نتيجة تصرفاته، لا يخاف جانبنا إما من شدة ضعفنا أو من شدة تنمرنا وقسوتنا وديكتاتوريتنا حتى نوصل الزوج لحالة من عدم اللامبالاة والوقوف في وجوهنا مهما كانت العواقب بالنسبة له، عدم التوسط واستخدام العقل في التعامل مع الزوج هي التي تدفعه لخيار البحث عن زوجة أخرى، وبعد أن ندفعه للزواج من أخرى ويقوم بذلك نبدأ في تحسين تصرفاتنا والاهتمام بأنفسنا بدافع الغيرة وبدافع استعادته من التي خطفته منّا مع شعور بنقصان قيمتنا الاجتماعية نتيجة إحساسنا بأن الزواج من أخرى كان نتيجة نقص نعانيه دفع بالزوج للبحث عن غيرنا، نجاح زواج السعوديين من دولة أخرى واتهام نسائهن تهم باطلة من استخدام السحر وغيره هو نتيجة بحثنا عن أسباب خطف أزواجنا بعيدا عن محاسبة أنفسنا، جربت هذا الدرس بشكل شخصي وعانيت منه نظرا لعدم إدراكي الكامل بمدى أهمية استخدام العقل في العلاقة الزوجية وبأنها ليست سوى علاقة تعايش مبنية على التكامل وإعطاء كل طرف ماينقصه من الآخر حتى تستمر الحياة بشكل هادئ وجميل، لذلك أنصح كل امرأة بعدم التفكير بالطلاق كأول حل مهما كانت مشكلتها عويصة، والبحث عن حل آخر غير الطلاق، لأن الزواج هو مشروع بالنهاية، وقد يمر بمراحل خسائر فادحة مع الصبر عليها ومعالجتها قد تتحول إلى أرباح كبيرة أو على الأقل محاولة الخروج برأس المال، الزواج هو المشروع الوحيد الذي يبنى نجاحه على استمراريته دون التفكير بالربح!