موضي الزهراني
نظم فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية الأسبوع الماضي «ملتقى طموح 2.. تكامل معرفي تنموي « لعام 1439هـ بتنسيق وإعداد من إدارة دار الحضانة الاجتماعية بالدمام مشكورة، والتي ترعى فئة الأطفال الأيتام ذوي الظروف الخاصة، وبالتعاون أيضاً مع وزارة التعليم بالمنطقة.
هذه الملتقيات بلاشك المرجو منها توثيق الشراكات ما بين الجهات المعنية بتمكين الفئات الخاصة، ودفعها للتكيف المجتمعي الخارجي بدون صعوبات تسيء لاستقرارها النفسي، وتمكينها التنموي. وقد شاركت في برنامج الملتقى بورقة عمل عن « حماية ذوي الظروف الخاصة من الإيذاء النفسي «والذي قد يتعرضون له خلال مواجهتهم للمجتمع الخارجي والذي يبدأ عند دخولهم للمدارس منذ مراحلهم المبكرة! فالخدمات التعليمية والاجتماعية والصحية والترفيهية في وطننا ولله الحمد متواجدة وبمستويات عالية، وحكومتنا الرشيدة حفظها الله منذ تأسيسها ووحدتها تولي جلَ اهتمامها بالأيتام بمختلف ظروفهم ومستوياتهم الاجتماعية، وأنشأت لهم الدور الاجتماعية والمساكن والجمعيات الخيرية، وخصصت لهم الميزانيات التي تفوق ميزانيات الدول الأخرى، وأيضاً خصصت لهم المكافأة المختلفة منذ الميلاد حتى استقلالهم الاجتماعي ما بعد الزواج أو التوظيف وتأمين الحياة الكريمة لهم.
لكن هناك كثيراً من المؤثرات التي قد تسيء لتلك الخدمات ومخرجاتها على طبيعة شخصياتهم وحياتهم كمثال :» الإحساس بفقد الهوية، والجو المؤسسي الذي يعيشون فيه منذ صغرهم، وكفاءة العاملين معهم، وعدم استقرار العناصر العملية القدوة في حياتهم، وخصائصهم النفسية والاجتماعية التي تختلف باختلاف جيناتهم الوراثية، وضعف برامج التهيئة للعالم الخارجي، ولكن من أخطرها وقعاً على أنفسهم « نظرة المجتمع الخارجي لهم» هذه النظرة التي تتشكل نتيجة للمفاهيم الاجتماعية الخاطئة، والاعتقادات الدينية المخالفة لتوجيهات شريعتنا الإسلامية تجاه التعامل مع اليتيم، تتسبب في تشكيل الشخصيات العدوانية منهم والمضادة للمجتمع، مما يسيء لمخرجات جميع الخدمات والجهود المقدمة من الدولة لهم ! فالفهم الخاطئ لظروفهم الاجتماعية يجب أن يتم إلغاؤه نهائياً والاطلاع على الدراسات والبحوث التي تؤكد بأن هناك مراحل مختلفة تسببت في وجودهم بدون أسرة ينتمون لها، ولاذنب لهم في محاسبتهم على ذنب لم يرتكبوه ! ومن منطلق توجيهات ديننا الحنيف الذي أوصانا بالمعاملة الحسنة لكل يتيم حيث وردت « 23 « آية في القرآن الكريم بشأن شؤونه المادية والمعنوية وجميعها تؤكد دفع المضار عنه وجلب المصالح له ومراعاة الجانب النفسي له، ومن منطلق الآية الكريمة (أما اليتيم فلاتقهر) تكون القاعدة في كيفية تعاملنا معهم والإحسان لهم، وإبراز قدراتهم الإيجابية واحتواء السلبية منها حتى نصل بهم لمرحلة من التمكين العادل في حياتهم.