خالد بن حمد المالك
أكد الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس إيمانويل ماكرون عُقد في قصر الإليزيه على أهمية منع إيران من امتلاك السلاح النووي، مضيفاً بأننا لا نريد تكرار اتفاق حدث عام 1938 وتسبب في حرب عالمية ثانية، وثمن سموه الشراكة بين الرياض وباريس، ووصفها بأنها شراكة مهمة للغاية، خاصة في هذا الوقت الذي تمر به دول أوروبا ودول الشرق الأوسط، وأن هناك مصالح متعددة وكثيرة في كل المجالات، وأن التنسيق السياسي مهم بين بلدينا، مؤكداً على أهمية المملكة كونها من ضمن ثلاثة تحالفات، وهي: التحالف الإسلامي والعربي والخليجي، وموقع المملكة في هذه التحالفات موقع استثنائي، بما يجعلها دولة مهمة في مواجهة هذه التحديات.
* *
الأمير محمد في المؤتمر الصحفي نبه إلى خطورة دول الساحل في انتشار الإرهاب، وقال إنه خلال السنوات الثلاث الماضية كانت المملكة تحذر من خطر انتقال الإرهاب بشكل كبير لدول الساحل، بما يجعل انتقاله إلى أوروبا ودول الشرق الأوسط وتأثيره كبيراً، وثمن سموه للرئيس الفرنسي مبادرته بأخذ الموضوع بشكل جدي، ما يعني أن الأمير بالإضافة إلى البحث عن شركاء في التحول الكبير الذي تشهده المملكة، فقد تفاهم مع الرئيس على أمرين مهمين بالنسبة للإرهاب والتطرف، وهما: الموقف من إيران في ظل دورها المشبوه وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول، ومفاعلها النووي، وأيضاً دول الساحل وما تسببه من قلق في المستقبل نتيجة انتقال الإرهابيين إليها بحكم ضعفها الاقتصادي والأمني.
* *
في المؤتمر الصحفي تألق الأمير كعادته، حين تحدث بشفافية عن أن المملكة ليس لديها أي ضبابية تجاه مخاطر إيران، وقادرون للتعامل معها، ومع كل الأفكار الإيرانية الهدامة، فالخطر الإيراني كما يراه سمو الأمير يتمثل في احتضانها للإرهابيين، حيث يتواجد في طهران الكثير من قيادات القاعدة، فالنظام الإيراني هدفه إيديولوجي، وليس مصالح أو خدمة إيران والإيرانيين، فهو لم يستثمر أموال البلاد لبناء مجمع سكني أو صناعي أو فتح شارع، وإنما لإرسال صواريخه إلى المملكة، وغيرها من الممارسات الإرهابية.
* *
يواصل الأمير حديثه في مؤتمره الصحفي بالقول: إن المملكة سوف تشارك في عمل ضد النظام السوري، فإذا كان الأمر يستدعي مشاركة حلفائنا في عملية ضد النظام في سوريا فلن تتأخر المملكة في ذلك، وعن اليمن قال ولي العهد: المملكة أكبر داعم للمساعدات في اليمن سواء في السنوات الماضية أو الآن، وسوف تستمر في هذا الاتجاه، أي أن الأمير أراد أن يقول وبوضوح إن المملكة دولة لها وزنها السياسي؛ فهي مع حلفائها في التنسيق بالموقف من النظام السوري، وهي في الوقت الذي تلبي طلب القيادة الشرعية في اليمن للحيلولة، دون سيطرة الانقلابيين الحوثيين، فهي تدعم بالمساعدات الشقيقة اليمن وسوف تستمر.
* *
ولي العهد كان واضحاً وواثقاً من الخطوات التي تمر بها المملكة، وعلى الشراكات التي تتم بين الدول والمملكة، ففي فرنسا شدد على أن التعاون الثقافي بين البلدين مهم جداً، وخاصة بالنسبة للمملكة التي وفق رؤية 2030 ستكون نقطة محورية بين ثلاث قارات، هي آسيا وأوروبا وأمريكا، وصارح سموه وسائل الإعلام بأننا نحتاج إلى أن نفهم ثقافات العالم، وأهمها الثقافة الفرنسية، مشيراً إلى أن فرنسا لها دور كبير جداً في حماية الآثار وتطويرها، وكذلك تطور المنتجعات والأماكن السياحية المميزة في أنحاء العالم، ومن هنا جاء سعي المملكة أن تكون فرنسا أحد أهم شركائنا في مشروع محافظة العلا.
(يتبع)