محمد المنيف
أكتب هذه المقالة وقد مضى من العمر ما يقارب الخمسين عاماً عشتها مع القلم واللوحة وإدمان البحث والنقد والصحافة التشكيلية ومتابعة تطورات مسيرة هذا الفن ومناسباته الداخلية والخارجية ما حقق لي الاكتفاء والرضا، والخروج من دائرة الشك ومجاملة أو محاباة من أكتب أو كتبت عنهم في مقالاتي.. ومنها مقال اليوم الذي أخص به شابا في عمر أبنائي سعدت بتسنمه مناصب الكل يغبطه عليها، ذلك هو الفنان المبدع في الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي صاحب أجمل كتاب مصور عن عسير أرضاً وجواً بدعم من الأمير خالد الفيصل إبان عمله أميراً لعسير، فالفنان أحمد يستحق الدعم نظير صدقه واجتهاده إلى أن وصل به الأمر إلى ثقة المسؤولين في (مؤسسة مسك) فأصبح مديراً (لمعهد مسك للفنون) المشروع الوطني الأول على مستوى المملكة الذي أنشأته مسك (مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية) ضمن فرعها المختص بالإبداعات والفنون (مسك آرت) ليواصل تحمله مؤخراً مسؤولية عضوية مجلس إدارة الهيئة العامة للثقافة.
أحمد ماطر يعمل بعقلية ناضجة رصد بها الواقع منذ أن كان يتعلم أبجديات الرسم في قرية المفتاحة في أبها، كان يسبق عمره الصغير بطموحة الكبير الذي امتد مع مرحلة الشباب الأولى ليؤسس مشروع (حافة الصحراء) النافذة إلى العالم لمن معه من جيل الشباب إضافة إلى سعيه للنهوض بالفن السعودي بمنظور حديث، لتاتي فرصته اليوم في (معهد مسك للفنون) وبتحركه الدولي وتوقيعه مذكرات التعاون مع المتاحف العالمية والفعاليات والمعارض التي تندرج ضمن أهداف مؤسسة مسك الداعمة للشباب التي يقوم ويشرف عليها أمينها العام معالي الأستاذ بدر العساكر.
هذا التوجه من أحمد ماطر نحو الجمع بين أجيال الفن السعودي واكتشاف أكبر قدر ممكن من مناجم الفن التشكيلي في مملكة مساحتها تشكل قارة، في كل جزء منها منجم يحتاج لاكتشافه ما بين فنانين شباب مغمورين ينتظرون الدعم، وروادا مؤسسين، حق لهم ألا يغفلوا أو تهمش مكانتهم في هذا التحرك في زمن وعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله وأيضاً تماشياً مع ما في رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (2030) من أبعاد مستقبلية برزت ملامح اهتمامها بالإنسان السعودي ومنهم المبدعون في مختلف فروع الثقافة والفنون.