د.محمد بن عبدالرحمن البشر
يجتمع العرب في بيت العرب المملكة العربية السعودية، يجتمعون والأحمال ثقيلة، والأحداث جليلة، والخطوب جسام، وبالبعض منهم الكثير من الآلام، فما زادت آثار الخريف العربي السيئة باقية في بعض من دولهم، وهناك من كانت أوضاعه قبل الخريف ليست على ما يرام، فزاده الخريف كثيراً من الأحزان.
العرب لديهم قضاياهم الثابتة، وقضيتهم الأولى هي القضية الفلسطينية التي ستظل في قلوب العرب والمسلمين، وقد أجمعوا على تلك المبادرة العربية التي اتفقوا عليها، وطروحها ولم يكن لها قبول من الجانب الآخر، وهم يجمعون على أن السلام هو المطلب الأساسي والمنطقة في حاجة إليه، لصالح شعوب المنطقة.
وقضيتهم الثانية هي محاربة الإرهاب، وقطع دابر تمويله، وعدم السماح لتلونه بألوان مختلفة، ولبسه عباءات مزركشه، فالإرهاب واحد، غايته القتل وزعزعة الأمن والاستقرار، مهما غير لباسه، وجمل مظهره، وقد استغل أمره حتى أصبح موجوداً في العديد من الدول، ولم يقتصر على دول بعينها، ولا منطقة بذاتها، فأصبح عابراً للحدود مدفوعاً بفكر ضلال ليس له أصل في أي دين أو مذهب أو معتقد، وإنما نتاج آراء لمجموعة من البشر غير السوي في فكره، مستخدماً ذلك الفكر لبلوغ مراده، ونيل مبتغاه، والوصول إلى غايته، وكان وما زال سلاحه القتل والدمار دون تفريق بين البشر والحجر والشجر.سوريا العزيزة، وما زالت تئن تحت وطأة نظام يقتل شعبه، وإرهاب يحاول البقاء، بعد أن سعى العالم إلى القضاء عليه، وعدم تكوينه لبؤرة قد تكون منطلقاً له إلى أنحاء العالم، وسوريا ذات تاريخ عريق، وشعب كريم تستحق من الجميع الوقوف بجانب شعبها، وقد حاولت المملكة وما زالت بكل الوسائل المتاحة جمع الفرقاء السوريين للوصول إلى كلمة سواء للحد من هذا الدماء الذي لا مثيل له.
إيران مشكلة المشاكل وصانعة المآسي، كانت وما زالت تبث سمومها الفكرية وتحمل أوزارها الكثيرة، وتدخل أنفها في كل صغيرة وكبيرة في العالم العربي، وهي تحاول جاهدة أن تجمع حولها عدداً من الأذرع لتنفيذ ما تريده، وما رسمته من أهداف تمس أمن واستقرار المنطقة، والأمل أن يكون العالم العربي موحداً في وجه الخطر الإيراني حتى يصلح حاله، وينال قسمًا من الأمن والاستقرار والنماء.
الوضع الاقتصادي في العديد من الدول العربية أقل من المأمول، ويعاني في كثير منها العديد من المشاكل، الهيكلية والإدارية والعملية، والفرد العربي لا يقل كفاءة عن غيره في العالم المتقدم، ولديه القدرة على الإبداع والمساهمة في التقدم العالمي.
اليمن يعاني من تسلط الحوثيين، ولهذا فلديه العديد من المشاكل، والتحالف العربي بقيادة المملكة وبمساهمة فاعلة من الإمارات العربية الشقيقة تعمل جاهدة على إعادة الشرعية، وتقدم قوافل الإغاثة المتتالية، كما إنها قد ساهمت وما زالت تساهم في الاقتصاد اليمني بالدعم المالي، والحفاظ على قيمة العملة، وتوفير عملة صعبة كافية لتغطية استيراد البضائع الضرورية التي يحتاجها الشعب اليمني الشقيق.
المملكة وهي ترأس القمة العربية ستضع بصمتها الإيجابية بما فيه مصالح الأمة العربية، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- يمثلان أنموذجاً مميزاً للقيادات العربية الفاعلة.