علي الصحن
بعد أن لامس الهلاليون اليأس عادت بارقة الأمل من جديد لتشع في السماء الزرقاء، وظلت حظوظ الفريق هي الأقوى في الفوز بلقب الدوري السعودي. ذهب الهلال إلى جدة والقلق يساور محبيه خشية العودة وقد انتهى كل شيء، وتبعثر كل أمل، لكن هيبة الهلال وروح الهلال كانتا حاضرتين بقوة، وكان الفريق - الذي بدا أنه معد نفسياً وفنياً كما يجب - إلى الفوز أقرب من منافسه، لكن عدم التوفيق وعلة الفريق (غياب الهداف الحقيقي) كانتا حاضرتين بقوة، فنجح الأهلي بالخروج بالتعادل، وخرج الهلاليون يندبون حظهم على التفريط في فوز يحسم الأمر وينهي الصراع القوي على اللقب المهم.
واليوم.. اليوم يلعب الهلال مع الفتح في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، وفي لقاء يجب ألا يفكر الهلاليون فيه بما يحدث في الشرائع، ولئن كان بعض الهلاليين قد شعروا لوهلة بأنهم أقرب للقب بعد التعادل مع الأهلي، فإن ما يحسب لسمو رئيس النادي أنه قد نبه لاعبي فريقه أن الكأس مازال في الملعب، وأنه يرفض التهنئة حتى تنتهي مواجهة الفتح وقد هبت رياحها بما يشتهي الهلاليون.
الفتح ليس بالفريق السهل وهو رابع الدوري بـ36 نقطة، ومواقفه مع الهلال بالذات معروفة، وفي الموسمين الأخيرين مثلا: هزمه الهلال الموسم الماضي ذهاباً وإياباً، لكن بعد (طلعة الروح) كما يقولون فقد سجل الفريق هدفي الفوز في المباراتين في الدقيقتين (88 و95) وفي هذا الموسم خرج الفريقان متعادلين في الأحساء، رغم أن الهلال قد سيطر على المباراة بالطول والعرض لكن الجبال عرف كيف يؤمن موقف فريقه حتى النهاية.
اليوم سيلعب الفتح لتحقيق نتيجة إيجابية تضمن له المركز الرابع، وهناك خمسة فرق تنتظر تعثره على أمل أن ترتقي مكانه في سلم الترتيب، ومن نافلة القول إن مدربه يعرف الهلال جيداً كما يعرف فريقه، وأن المباراة ستكون صعبة للغاية على الفريق الهلالي وإن كان يلعب في ملعبه.
في مباراة اليوم يجب أن يلعب الهلاليون بتركيز عال وبتوازن وهدوء تامين، وعدم الاندفاع غير المحسوب الذي قد يكلفهم ما لا يحمدون عاقبته، هي مباراة نهائية بالفعل، بل أصعب من كونها كذلك، فالهلال يلعب للفوز فقط حتى لا ينتظر ما يفعله الآخرون، ويلعب مع خصم يكفيه التعادل لتسجيل موقف يذكره له التاريخ، وهو ما يجعل الفريق يحتار في خصمه أكثر وأكثر.
في مباراة الأهلي وفي مباريات كثيرة هذا الموسم منها مواجهة الفتح في الدور الأول، كان الهلال يلعب أفضل ويستحوذ لكنه في النهاية يعجز عن هز الشباك، وفي مباريات أخرى كان يحتاج للكثير من الجهد حتى يستطيع أن يصل للمرمى، وهذا ما يجب أن يدركه مدرب الفريق اليوم، كرة القدم سهلة ممتنعة، وهي أحلى وأجمل عندما تلعب بدون تعقيد، وعندما ينوع الفريق مصادر اللعب والتسجيل ويلعب بجماعية وواقعية يكون أكثر حضوراً في الغالب من غيره.
الكر والفر المعقد يستنفذ طاقة الفريق وتركيزه الذهني والبدين، وقد كلف ذلك الفريق كثيراً في مواجهات عدة، وهو ما يجب التنبه له اليوم في موقعة الحسم، أمام الهلال فرصة تحقيق لقب مهم يريحهم ويحمل عنهم الكثير من الأثقال.. فما هم فاعلون؟
مراحل... مراحل
* لكل مدرب قناعاته، هناك قناعات مفهومة، وقناعات غير مفهومة، وتعامل رامون دياز مع الخيبري من النوع الثاني...
* الخيبري خيار أول مع معظم المدربين... ومن الغريب ألا يمنحه مدربه الفرصة رغم أن الحال الفنية تؤكد الحاجة الملحة لخدماته.
* مباراة الأهلي السابقة، واحدة من عشرات المباريات التي أكدت أن الهلال يفرط بالكثر بسبب عدم وجود هداف حقيقي في الفريق.
* بالتوقيع مع الثلاثي العابد والشهراني وعطيف يكون هم كبير قد أزاح أثقاله عن إدارة الهلال بما يجعلها تتفرغ للأعمال والمهام الهامة الأخرى.
* يقولون... الهلال سيلعب مباراة سهلة أمام الفتح!! طبعاً الفتح رابع الدوري، وهم يدركون أن كلامهم بعيد عن الصواب، لكنهم يحاولون رفع الحافز لدى لاعبي الفريق على أمل أن يفعلوا ما عجزت فرقهم المفضلة عن فعله.