«الجزيرة» - المحليات:
أشاد مجلس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في جلسته الخامسة برئاسة معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء، بالدور الريادي والموقف القوي والواضح من قبل سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حيث أكّد سموه أن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم داعش، والقاعدة، والحزب السروري، على رأس التنظيمات الإرهابية المتطرفة، حيث كشف خطرها وضررها وجنايتها على الإسلام والمسلمين، إلى جانب فسادها وإفسادها لكثير من المبادئ الإيجابية، وعناصر الخير والسماحة والتعايش التي كانت مجتمعاتنا تنعم بها، فهناك عزم أكيد من قبل سموه للقضاء على هذه الأحزاب والتنظيمات والجماعات وعدم السماح لها ولدعاتها ودولها والداعمين لها بالاستمرار على غيّهم وشرهم وتحقيق أهدافهم في بلادنا العزيزة.
كما أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ستفعّل كل وحداتها وكلياتها ومعاهدها ومراكزها ومنسوبيها من أجل تحقيق ما يتطلع إليه سمو ولي العهد في هذا الاتجاه بكل وضوح وصراحة وشفافية، وبالأسلوب العلمي المدعم بالحقائق والوثائق والشواهد التي تكشف وتعري هذه الأحزاب والتنظيمات والجماعات التي أضرت بالبلاد والعباد، وأورثت وأنتجت التشدّد والتنطّع والتطرف والخلاف والشر والفتن، وجانبت كل قيم الدين الصحيحة ومعالم الإسلام السمحة لتحقق أهدافاً ومطامع سياسية وعدائية خفيّة وعلنية، خصوصاً في بلادنا الغالية.
وفي هذا السياق بيّن معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء، خطر هذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم جماعة الإخوان المسلمين التي تتفرّع عنها السرورية التي حذَّر منها سمو ولي العهد في لقائه مع مجلة التايم الأمريكية، حيث قلبت هذه التنظيمات المتطرفة الحقائق وغيّرت الموازين، واستدرجت الشباب، وفتحت لهم الأبواب التي إذا دخلوا منها لم يخرجوا إلا وقد غسلت أدمغتهم، وشوّهت فطرهم، وعبث بعقولهم، وشوّش على أفكارهم، حتى أصبحت تلك الأفكار والمبادئ الهدَّامة التي تتبناها تلك لجماعات المقصودة طوقاً شديداً وملتهباً في أعناق أربابها، يوالون ويعادون عليها ولها، وسلاسل وأغلالاً يقيد ويغل بها أتباعها، وآصاراً تضيق على أنفسهم وتشد وترزح على عقولهم، وتوجه توجيهاً لا إرادياً لأفكارهم، وحزاماً ناسفاً لكل فضل وفضيلة، وسيلاً جارفاً للفطر السليمة ورياحاً عاتية وعاصفة للأخلاق الحميدة، وزلازل وبراكين مفجرة للأديان والأنظمة والأعراف والتقاليد، ونيراناً محرقة للأمن والأمان والطمأنينة، وسيلاً عارماً جارفاً للسلم والسلام، ولذلك تربى المنتسبين إليها على الكره والحقد على مجتمعاتهم، والحزبية في أعمالهم والثورية في تصرفاتهم، والجرأة والبطش في أفعالهم، والمكر والخداع في كل شؤونهم، والنظرة السوداء لكل ما أمامهم، دون وازع ديني أو رادع عقلي، مما يجعلهم عنصر هدم ومعول تدمير، وأداة فساد وإفساد، وسبباً مباشراً للإضرار بأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم، بل أبعد من ذلك كانوا حجر عثرة كبيراً في وجه المد الإسلامي الهائل في الشرق والغرب، وعقبة كؤوداً ضد الجهود الجبارة التي يبذلها المسلمون وخصوصاً بلاد الحرمين الشريفين (المملكة العربية السعودية) بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- في مشارق الأرض ومغاربها لإعلاء كلمة الله، ونشر المعتقد الصحيح والمنهج السوي السليم، ومبادئ الإسلام الحقّة وأحكامه العادلة المستمدة من كتاب الله وسنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- التي تعتمد الوسطية والاعتدال، وتقوم على السماحة واليسر ورفع الحرج، بعيداً عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط، كل ذلك تقوم به وفق آلية واضحة وصريحة ومنظمة، وتحت أنظار العالم كله وبساح ومتابعة من أنظمة تلك البلدان.
وكما أشار د. أبا الخيل إلى أن كبار علماء هذه البلاد المباركة قد حذّروا من خطر هذه التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، الذي يتفرّع عنه السرورية، فهذا شيخنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يقول في هذه الجماعة: حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم، لأنه ليس عندهم نشاط للدعوة إلى توحيد الله، وعدم التوجيه إلى العقيدة الصحيحة، التي عليها أهل السنة والجماعة، فينبغي للإخوان المسلمين أن يكون عندهم عناية بالدعوة السلفية: الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار عبادة القبور، والتعلّق بالأموات، والاستغاثة بأهل القبور، كالحسن، والحسين، أو البدوي، أو ما أشبه ذلك.
يجب أن يكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل، بمعنى: «لا إله إلا الله»، التي هي أصل الدين، وأول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، دعا إلى توحيد الله، إلى معنى «لا إله إلا الله»، فكثير من أهل العلم ينتقدون على الإخوان المسلمين هذا الأمر، أي: عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله، والإخلاص له، وإنكار ما أحدثه الجهال بالتعلّق بالأموات، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والذبح لهم، الذي هو الشرك الأكبر, وكذا ينتقدون عليهم عدم العناية بالسنة: تتبع السنة، والعناية بالحديث الشريف، وما كان عليه سلف الأمة في أحكامهم الشرعية، وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الإخوان ينتقدونهم فيها، وقد قال عنهم شيخنا العلاّمة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: ولما ظهرت قضية الإخوان المسلمين الذين يتصرفون بغير حكم الإسلام، ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين، وأعني بهم: أولئك الذين يلقون المتفجّرات في صفوف الناس, زعمًا منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله، والحقيقة أنهم أساءوا إلى الإسلام وأهل الإسلام أكثر بكثير مما أحسنوا، ونتج عن فعلهم أن ازداد الكفار نفرة من الإسلام، وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجه لئلا ينسب إلى هذه الطائفة المرجفة المروّعة، والإسلام بريء منهم.
ومن هنا يتضح خطر هذه التنظيمات والجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم جماعة الإخوان المسلمين التي تتفرّع عنها السرورية، وحجم الخراب الذي ألحقوه بالإسلام والمسلمين، وفي نهاية تصريحه دعا الله العلي القدير أن يوفّق قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- لكل خير، وأن يجزيهما عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يديم على هذا الوطن أمنه واستقراره إنه سميع مجيب.