د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** ربما لا يعلم كثيرون أن معهد الإدارة - وهو بيتُ الخبرة الإداريةِ الأولُ في المنطقة العربية زمنَ وهجه - لم يُدخل إدارةَ العلاقات العامة في هيكله التنظيمي إلا متأخرًا، وكان المبرر حينها انتفاءَ الحاجة إلى إشهار الإنجازات مادامت قادرةً على إشهار نفسها دون وسيط، وحين أُنشئت أُريد منها أن تكون إدارة استشاريةً لا خدْميةً ولا تنفيذية، والظن - وقد غادر صاحبكم المعهد منذ عشرين عامًا - أن نهج المعهد ظلَّ نائيًا عن الأضواء؛ إذ يعي من يتابع أنشطته أن لديه ما يزهو به في العمل النوعي المتميز ويضِنُّ به على موازاة أخبار إدارات العلاقات المتنمطة.
** طال حضورَ المعهد وتأثيره شيءٌ من الإرخاء أو الاسترخاء وفق المتغيرات التنظيمية على مستوى الدولة، وتمنى صاحبكم في لقاءات خاصة كما كتابات منشورة من مديري المعهد الأوائل، وتحديدًا ذوي المعالي: الشيخ محمد أبا الخيل والأستاذ فهد الدغيثر رحمه الله والدكتور محمد الطويل كتابة سيرهم الإدارية خلال أهم ثلث قرن في المَأسسة الإدارية الوطنية (1961 -1995م ) وتشابهت ردودهم في افتقار السيرة - وفق نظرهم - إلى قيمتها التوثيقية والتأثيرية، وربما ألمح بعضهم إلى أن ما يرون أحقيته بالاحتفاء قد يصعب نشره وما لا يستحق لا داعي لإضاعة الوقت فيه، ولو حكى الشيخ أبا الخيل مثلًا (1961 -1964) عن الرؤية التي قادتهم - في قت مبكر - إلى الاستعانة بشركة فورد الأميركية وبخبراء الأمم المتحدة بهدف تأسيس المعهد لقرأنا صفحة رائدةً عن استشراف المستقبل، ولو تحدث المرحوم أبو زياد الدغيثر (1964 - 1978م)عن الاتهامات التي واجهها المعهد في زمنه ومنها الماسونية والانتصارُ للقانون الوضعي لأضاءت صفحة أخرى، ولو استجاب أستاذنا أبو غسان الطويل (1978- 1995م) للإفصاح عن ملابسات نقل المؤتمر الدولي للعلوم الإدارية من الرياض إلى دبي لأوجز مواقفَ تلخص ملمحًا من صراعَ الأدلجات وامتداده إلى مفاصلَ تخصصية، ولا شك أن المعهد قد تلقى - منذ إنشائه - سهامًا ومصاعبَ وبالأخص وقت مديريه الثلاثة الأُول، وربما من تلاهم، فما وهَن ولا هان.
** سأل صاحبُكم الأستاذ الدغيثر في لقاءاتٍ خاصة جمعتهما في الرياض وبيروت عن صحة ما نُسب إليه عند تأسيس برنامج الأنظمة (القانون) من آراءٍ حديةٍ فنفاها وأكد أنه يسمعها لأول مرة، وفي فترة إدارة الدكتور الطويل تصاعد الهجوم ضد المعهد وضدَّ شخص مديره ولم يلتفت إليها ولم يكلف إدارة العلاقات لعرض الواقع والوقائع، ولأن صاحبكم عمل تحت إدارته «وليس قبلها كما لم يُطل مُكثًا بعد مغادرته 1978-1997م» فقد شهد محاولاتٍ لم تُوفق لإقناع مدير المعهد بالخروج نحو الجمهور الخارجي مؤمنًا أن العمل الجاد الجيد سيَبرز ولو بعد حين، وفي هذا الزمن الهادر بالحكي والحكَّائين نحتاج إلى توسطٍ بين صمت «المعهداريين» وهذر «المايدريين».
** الانتشار يُضخّم العثار.