د. عبدالرحمن الشلاش
الإنجازات الكثيرة في زمن قصير تدخل مباشرة في دائرة الإبهار وجذب الانتباه وتزايد الاهتمام. ماذا فعل محمد بن سلمان؟ سؤال عريض يطرح هذه الأيام في كل مكان داخليا وخارجيا. على مستوى الأفراد والجماعات. هذا الكلام ليس من قبيل المبالغة ولا المديح والإطراء. شخص بحجم محمد بن سلمان ومكانته المرموقة ليس بحاجة لمن يمدحه لأن أفعاله قد سبقت أقواله. ما حدث خلال شهور قليلة لا يمكن أن يتحقق في سنوات طويلة, والأمير الشاب الذي أصبح ملء السمع والبصر , ومحور حديث كل وسائل الإعلام العالمية يمضي بقوة لينقل السعودية إلى فضاءات وآفاق طالما حلم بالوصول لها كثير من المعتدلين في هذا الوطن الشامخ.
ملفات ظلت سنوات طويلة محل أخذ ورد من المجتمع حلها سموه في فترة وجيزة, ولا أعتقد أن ما أعنيه يخفى على كثير من المتابعين والمدركين لأبعاد الشأن المحلي . خذ مثلا قيادة المرأة للسيارة والتي سمح فيها في كل دول العالم ظلت مسألة جدل محتدمة ردحا من الزمن لم يتوصل فيها لقرار حاسم أستطاع الأمير الشاب حسمها في لحظات كخيار حر لمن أراد ومن لا يرغب لن يجبره أحد , المهم أن لا يحرم أحد من هذا الحق بحجة أن هناك من لا يرغب أو وضع هذه المسالة تحت الوصاية. في نظر الأمير محمد بن سلمان أن قيادة المرأة لسيارتها مسألة فيها حرية الاختيار لا الفرض, فالدولة تترك لمواطنيها الحرية الكاملة في اختيار وسيلة النقل التي يرغبون لذلك وفرت القطارات بين معظم المدن والمترو وحافلات النقل داخلها, وشركات النقل مثل أوبر وكريم وسيارات الأجرة, هذه الإجراءات في توسيع دائرة الخيارات بشكل غير مسبوق نقلة هائلة في الفكر والنظرة الشمولية لرغبات الناس المتباينة والمتنوعة.
ونفس الأمر فيما يخص دخول النساء للملاعب وقد حدث فماذا جرى؟ كل ما في الأمر أن المجال المغلق فتح ومرت أيام السماح الأولى بسلام ودون أن تسجل أي حالات , الجميع مارسوا حقهم الطبيعي في القبول أو عدم القبول , ولو لم تسلط الأضواء على الحدث ربما مر دون أن يشعر به أحد . نفس الأمر بالنسبة لصالات السينما مرت بنفس المخاض قبل أن يقدم الأمير الشاب على الخطوة بجرأة مطلوبة كانت نتائجها ذات أثر جميل في أوساط المجتمع.
الأهم من كل تلك المنجزات تغير التفكير الجمعي وكيف تمكن الأمير محمد بن سلمان من تغيير المعادلة الاجتماعية وقطع أصابع التطرف ليمارس الجميع حقهم الطبيعي في الحياة والذي حرموا منه لسنوات طويلة تحت سياط سطوة المتشددين وفرض رأيهم الأحادي على المجتمع بأكمله دون أدلة واضحة , ودون وجه حق.