عبدالواحد المشيقح
قدم الهلال والأهلي عرضاً كروياً رائعاً.. مليئاً بالكفاح والجد والروح الرياضية والمُستوى الراقي.. ومُتوافقاً مع مكانة الفريقين وجماهيريتهما ومكانتهما وأهمية المُباراة وحساسيتها.. فالفريقان يستحقان الإشادة بالأداء الذي قدماه.. والروح العالية والقتالية التي كانوا عليها.. والجهد الخرافي من لاعبي الوسط والدفاع.. والتألق الواضح من الحارسين الحبسي والعويس.. ومثلما برز خطا الدفاع والوسط كان هُناك شبه غياب من المُهاجمين.. فالكثافة العددية لهم لم تكن كافية للنفاذ من تألق دفاع الفريقين.. فدفاع الهلال وكذلك الأهلي كانا في قمة حضورهما الفني والذهني.. والتفوق النهائي في اللقاء كان لمدرب الهلال (براون) الذي لعب بطريقة منهجية.. وتكتيكاً تبدل بين فترة وأخرى حسب مُجريات المُباراة.. وحتى وهو يفقد واحد من أبرز لاعبيه (عطيف) لم يتأثر فريقه وحافظ على توازنه.. فيما أخفق الطرف المُقابل (ريبروف) وفشل تماماً في التعامل المثالي مع ظروف هذه المُباراة الكبيرة..!
فالهلال الذي تغلب على ظروف خروجه الآسيوي.. وتجاوز إصابات أبرز نجومه.. تمسك بصدارته للدوري.. وذلك بفضل روح لاعبيه العالية.. وأجواء البطولات التي اعتاد عليها.. والأداء الجماعي المُنظم الذي كانوا عليه.. هذا فضلاً عن التحضير وإعداد الفريق بصورة جيدة.. وظهوره بثقة الفريق البطل.. الواثق والمؤمن بقُدراته وإمكانات لاعبيه.. إضافة إلى أن الفريق لعب بطريقة مُتوازنة.. وانضباطاً عالياً.. ونجح لاعبوه في تطبيق ما طُلب منهم.. ومنح المُدرب الهلالي عبدالملك الخيبري الثقة في المُشاركة كلاعب أساسي.. وأثبت بأنه أفضل (محور) دفاعي بملاعبنا.. وتفوق الخيبري ببراعة في أداء دور قيادي بوسط فريقه.. وشكل ساتراً دفاعياً مُهماً.. وكان بحق لاعباً فوق العادة.. وهو أحد العوامل الرئيسة في ظهور وسط الهلال بهذا الشكل اللافت.. كما أن (براون) وهو يتخلى عن أبرز لاعبي الفريق هذا الموسم (جحفلي) كانت له نظرته الفنية بإشراك البليهي.. الذي لم يُخيب تلك النظرة.. ونجح بامتياز في إنهاء خطورة المهاجمين..!
أما الأهلي فرغم أنه كانت لديه أكثر من ميزة للتفوق على مُنافسة كتكامل صفوفه.. وميزة اللعب في ملعبه.. إلا أنه ظل عاجزاً لفترة طويلة من اللقاء على مُجاراته فضلاً عن التفوق عليه.. فالمدرب الأهلاوي أحدث ربكة للاعبيه.. بسبب تشكيلته التي لعب بها.. فغياب لاعب مثل (فيتفا) ليس له ما يُبرره.. فهو أكثر اللاعبين مهارة وقُدرة على صناعة الفرص.. كما أنه يتمتع بلياقة عالية.. كانت ستُساعده في الحد من تقدم ياسر الشهراني.. والغريب أن (ريبروف ) استبدل مُهاجمه (الهداف) السومة في الوقت الذي كان فيه فريقه يحتاج (للهدف) أكثر من أي وقت مضى.. بحكم أن اللقاء وصل للدقائق الأخيرة.. التي يحتاج معها الفريق للاعب (الحسم) ولا أعتقد بأن هُناك لاعباً سيتفوق على السومة.. والأدهى من هذا وذاك هو تأخره في إشراك مُهند عسيري.. فاللاعب يملك حساً تهديفياً عالياً.. وحينما تُتاح له فرصة المُشاركة يكون عند مُستوى الثقة.. فما الذي كان ينقصه بعد ذلك..؟
على أية حال تعادل الفريقان.. أبقى الحسم للجولة الأخيرة.. حيث سيخوض الأهلي لقاء (سهلاً) أمام أحد فيما سيكون لقاء الهلال (صعباً) أمام الفتح.. فالفريق الفتحاوي مُتكامل فنياً وإدارياً ويُعتبر من أفضل الفرق.. وميزته أنه لا يعتمد على نجم واحد.. فالأداء الجماعي سمة يتميز بها الفتح عن غيره.. ناهيك عن إجادة الفريق تطبيق النواحي الدفاعية بشكل مُتميز.. وفرض أسلوبه على أي فريق يُواجهه مهما كانت قوته ووفرة نجومه.. وإن لم يمنح لاعبو الهلال المُباراة أهميتها.. ولم يتعاملوا معها بجدية.. فإن أمر فقدان اللقب وارد.. خاصة أن مُنافسة الأهلي سيخوض لقاء سهلاً..!
بقايا
. شارك عبدالملك الخيبري أمام الأهلي بعد انقطاع طويل بسبب قناعات دياز وظهر بمستوى مُتألق ولم يؤثر هذا الغياب على نجوميته.
. البليهي كان موقع ثقل في دفاع الهلال وتحمل عبئاً كبيراً في الذود عن مرمى فريقه بكل براعة واقتدار.
. ما كان واضحاً أن عمر السومة يشكو من علاقة مُتوترة مع مُدربه فلماذا لم تُحل مُشكلة اللاعب والمُدرب قبل أهم مُباريات الفريق..؟
. أمام ما حدث للسومة نتساءل ما هو دور المدير التنفيذي لكرة القدم والجهاز الإداري وماذا عملوا لحل الخلاف..؟
. صعود التعاون لدوري شباب المُمتاز جاء بعد عمل وجهد كبيرين والأهم أن يستمر بناء الفريق والمُحافظة عليه.
. كانت إدارة التعاون مُحقة حينما قدمت اعتراضها للجنة المُسابقات بشأن تقديم لقاء الفريق بالاتفاق، فمراكز الفرق ستتغير في الجولة الأخيرة ولذا كان من الواجب عدم تغيير مواعيد المُباريات ولعبها في توقيتها السابق.
آخر الكلام
كُل ما تُشاهد ما يفعله معالي رئيس الهيئة تجاه رياضة وأندية وشباب الوطن لا تملك إلا أن تقول: الحي يحييك والميت يزيدك غبن.