عثمان أبوبكر مالي
تسارعت البشائر المفرحة التي تخص جماهير كثير من الأندية الرياضية السعودية خلال الأيام الماضية، وتناقلت بين المناطق المختلفة، ما بين دعم، وعقود، وتجديد عقود.. وغير ذلك من الأخبار المفرحة، حتى وصلت إلى العاصمة المقدسة، حيث النادي المكي العريق، نادي الوحدة الرياضي؛ فضجت أروقته بالحياة، وعشاقه بالزهو، ومتابعوه بالفرح، وجيرانه بالبهجة.. أما أنصاره فقد تمتمت ألسنتهم، وارتفعت أكف ضراعتهم إلى الله، تلهث بالدعاء والشكر، وتسأله التوفيق والسداد لمن أعاد إيقاد ضوء أحمر مشع في نفق النادي الطويل الذي ظل معتمًا، بل مظلمًا سنوات وسنوات.. وكل ذلك حدث بعد أن أفصح معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ عن مد يد الدفع والعون، والوقوف (عمليًّا وماديًّا) مع النادي الكبير، والتكفل باحتياجاته وطلباته خلال الموسم الرياضي الجديد، بل أعلن تكفله بكل تعاقداته، و(رعاية) كاملة له بعد العودة - بإذن الله - إلى دوري المحترفين الموسم القادم، وهو ما ينتظره كل أبناء الوحدة ومكة المكرمة.
في غمرة الأفراح الوحداوية العارمة التي ملأت الأرجاء بقي صوت واحد لم يظهر، ولم يطلب أحد سماعه، هو صوت لاعبي فريق كرة القدم، مع أنه الصوت الأهم والأقوى، والمعني بالأمر قبل غيره من (الأدوات) الوحداوية كلها، وهو الصوت الوحيد الذي يستطيع وينتظر أن يأتي رده سريعًا، وتجاوبه عمليًّا، وفعله قويًّا مدويًّا، من خلال الميدان، عطاء وبذلاً، وتفاعلاً مع (البشرى) التي زفت لهم أولاً قبل غيرهم.
إن صوت فريق كرة القدم (الفرسان) المؤجل منتظر اليوم من خلال مباراتهم (الفاصلة) والتاريخية، التي تقام أمام فريق (المجزل) في دوري الأمير محمد بن سلمان، وهي مباراة (تأكيد الصعود)، التي يكفيهم منها نقطة واحدة لإعلان العودة (رسميًّا) إلى دوري الكبار، ثم (التفاهم) مع البطولة (اللقب)، وتحقيق إنجاز تاريخي في الجولة الأخيرة للدوري الأربعاء القادم في ملعب الملك عبدالعزيز بالشرائع أمام الخليج.
حتى قبل مباراة اليوم أمام المجزل المهمة لم تنجز بعد، والإنجاز لم يتحقق.. صحيح أنه اقترب كثيرًا، لكن النهاية في جولات الدوري حتمًا ستكون أقوى وأكثر شراسة وصعوبة، وتحتاج إلى جهد أكبر وعطاء مضاعف، وإلى تركيز وعزيمة أقوى من الجميع، لاعبين وجهازًا فنيًّا وإداريين.. والعطاء يجب أن يتضاعف ويتوج بالنقاط الثلاث اليوم، ومن ثم قطف ثمرة الموسم الشاق، ومجهود العام الطويل..
أنتم لها أيها الفرسان.
كلام مشفر
* برنامج (الخيمة) في القناة الرياضية السعودية نجح بعد مرور شهر واحد فقط على انطلاقته في سحب البساط من تحت أقدام البرامج الأخرى، وأصبح بلا منافس (المصدر) الأول والحصري للأخبار السارة والقوية والحقيقية، ومن المصدر الأول.. يستحق معها طاقم البرنامج (خاصة الإعداد والإشراف) أن أرفع لهم العقال.
* تجديد عقود بعض لاعبي كرة القدم (الدوليين) في الأندية الكبيرة خلال هذه الفترة، وقبل أمتار من (معسكرات) المنتخب، ونحن على بعد أسابيع من دخول (معمعة) نهائيات كأس العالم، يُبعدهم عن (معاكسات) المنافسين، وحركات المفاوضين (السماسرة) من لاعبين وغيرهم!
* حل مشكلات اللاعبين النجوم شمل كل الأندية الكبيرة، وبعد أن بدأ بتجديد عقد فهد المولد قبل (إعارته) انتهى بقرابة عشرة لاعبين آخرين من النجوم.. ونتلهف إلى أن تكتمل بالأسماء الدولية الأخرى التي دخلت الفترة الحرة، ولا تزال إداراتها نائمة، مثل فواز القرني (في الاتحاد)، ومعتز هوساوي (في الأهلي)، وغيرهما.
* حل مشكلات اللاعبين الدوليين خطوة تنم عن ذكاء القائد واهتمامه، واستفادته من تجارب الماضي وإفرازات بعض مشاكل المعسكرات وتأثيرها.. والأهم هو أنها (تفرغ) اللاعبين للمرحلة القادمة الأهم في تاريخهم وتاريخ الكرة السعودية.
* ردة فعل لاعبي الوحدة للبشرى ننتظر أن تكون عملية، وبدوافعها قوية جدًّا، وبإصرار منقطع النظير لتحقيق (إنجاز) غير مسبوق، تحقيق البطولة، والعودة إلى دوري الكبار، ووضع (بصمة) تاريخية جديدة للنادي بأن يحمل لقب الحصول على أول كأس لدوري الأمير محمد بن سلمان، وهو صاحب البصمة الأولى تاريخيًّا لأول كأس سعودية.
* بعد النوايا التي كشرت عنها هيئة الرياضة لصالح نادي الوحدة ما هو الدور المنتظر من جماهير وأبناء النادي ورجالاته، ووقفتهم المطلوبة مع النادي لمسايرة المتغيرات الإيجابية الكبيرة والمنتظرة؟
* الدعم سيغير بيئة النادي (الخانقة) التي أضرت به سنوات مضت، وأدت إلى انكساره وانزواء أنصاره.. والعودة المطلوبة منتظر أن تكون (جماعية)، ومن أجل النادي، وليس من أجل أي شيء أو أي شخص مهما كان.. كفاية فرقة يا وحداويين.