خالد بن حمد المالك
يقود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نشاطاً جديداً من خلال تواصل سموه مع من يريد أن يكون شريكاً معه في الفرص الاستثمارية في المملكة، فبعد بريطانيا ثم أمريكا جاء الدور الآن على فرنسا، وبعدها على إسبانيا، وما زال لدى الأمير الشاب ما يقوله ويتفق مع الشركاء عليه، بذات الروح والشفافية والفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة في بلادنا، وقد تحدث عنها واتفق عليها في زياراته السابقة، أي أن الأمير وهو يقضي أكثر من شهر في زيارات مكوكية إنما ليصنع مستقبل المملكة الجديد، وقد نجح كثيراً في تحقيق متطلبات الرؤية التي قادها باقتدار.
**
لا أحد يمكن أن يعمل ما عمله الأمير، نشاط متواصل ولا يتوقف، وتنوع في الموضوعات وفرص الاستثمار، وصراحة حيرت من قابله من الرموز الإعلامية الكبيرة، فهو في كل ما قاله، وما اتفق عليه، يسنده ملك عظيم، ويعزز مواقفه وإجراءاته وضوح الرؤية المستقبلية لشاب مثله، إنه بما يعمل وكأنه يقوم بثورة لانتشال المواطنين من التخلف الذين قادهم إلى إنكار كل مظاهر الحضارات الإنسانية، ورفض القبول بها، بحجة الفهم الخاطئ للإسلام، فجاء محمد بن سلمان مدعوماً من الملك سلمان لينقذ الناس من الأوهام وسوء الفهم والتخرصات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
**
لقد حققت زياراته لكل من بريطانيا وأمريكا نجاحات غير مسبوقة، وانتهت بقرارات مفصلية بالنسبة لمستقبل المملكة، وكان من الواضح ترحيب الدولتين بالإصلاحات الاجتماعية التي تمت مؤخراً، وخصوصاً السماح لقيادة المرأة للسيارة، وفتح دور للسينما، وحضور المرأة للمباريات، والسماح للطرب بإحياء الليالي بالغناء في كلمات لا تمس العقيدة الإسلامية، ولا تسيء لقيمنا وتقاليدنا، ما جعل الإسلام يمارس بشيء من الاعتدال والوسطية وعدم توظيفه بما لا يخدم الأمة، أو يشوه صورته أمام العالم المتدين بغير الإسلام، وأحياناً من المسلمين أنفسهم.
**
يلاحظ أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والمباحثات سواء في أمريكا أو بريطانيا قد أظهرت كم نحن في المملكة كنا مفرطين في كثير من المصالح بسبب اعتقادات ومفاهيم لا يمكن لعاقل أن يسلّم بها، كما أكدت أحاديث سموه لوسائل الإعلام أن المجتمع السعودي أبعد ما يكون عن التطرف والإرهاب، وأنه ممن يدعو ويلتزم بالاعتدال، وإن كان تنظيم الإخوان المسلمين قد حاول اختراق التعليم والمؤسسات الدينية والتأثير على طبقات من المجتمع، إلا أن ما يقوم به الأمير محمد في عهد ملك الإصلاح أمكن تطويق كل هذا، والرجوع بالإسلام إلى الوسطية والاعتدال في مرحلة يشهد فيها المد الإخواني نشاطاً محموماً باتجاه إقامة دولة الخلافة، لو ترك له الحبل على الغارب.
**
الزيارة الأميرية لفرنسا، هي زيارة لدولة صديقة للمملكة، فعلى امتداد التاريخ تميزت العلاقات الثنائية بين باريس والرياض بالتعاون، والانسجام في السياسات، والحميمية التي تبرز كلما كان هناك موقف يحتاج إلى التعبير عن روح العلاقات الأصيلة في تحد لأي محاولة تخريب من الأعداء لها.
(يتبع)