فهد بن جليد
منح مرضى السرطان السعوديين والأجانب ومرافقيهم خصم 50 في المائة على أسعار التذاكر, أسوة بالفئات الأخرى المُستحقة (كالمُعاقين وغيرهم) خطوة إيجابية، يستحق عليها الناقل الوطني الشكر والثناء، وهي كما تقول الخطوط السعودية تأتي في إطار التزامها بالمسؤولية المُجتمعية، وإن كان الدور المُنتظر دائما كبير تجاه هذه الفئات المُستحقة لكل (بسمة ولفتة) جميلة، تُشعرهم ومن يرافقهم باهتمام الجميع, لتخفف من الآثار الاقتصادية والأعباء المالية عليهم وتُحفزهم أكثر على الخروج من الإطار الضيق إلى رحاب أوسع في الرحلات العلاجية أو السياحية، وهو ما يُميز استمرار الخصم للسعوديين في الرحلات الخارجية والداخلية بعدد غير محدود من التذاكر.
النقطة التي أوَّد الحديث عنها هنا هي ضرورة وجود بطاقة (تخفيض مُوَّحدة) تصدر من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الجهة المعنية (بالتنمية الاجتماعية) لجميع المُستحقين لبرامج الدعم والتخفيض في كافة الخدمات والمطارات (مُعاقين وغيرهم)، لتكون بديلة عن (بطاقة تخفيض أجور إركاب المُعاق) الخاصة بالمُعاق، ولعل وجود (البطاقة الموَّحدة) يفيد في عدة اتجاهات لناحية توحيد الإجراءات، وحصر المستفيدين بكافة شرائحهم، ومُتابعة مدى فاعلية واستخدام هذه الميزة، وهو ما يُساهم في تجوِيد الخدمات وتطويرها، وسهولة إقبال القطاع الخاص على المُشاركة في تقديم برامج الدعم والترويج والتخفيض من خلال معرفة حجم العائدات والأعداد المتوقع استفادتها وإقبالها للحصول على الخدمة، وتكون هذه البطاقة متنوعة تتماشى مع الفئة ونسبة الدعم أو التخفيض المُقدم، الذي يشمل المرضى بـ (الإعاقة، السرطان، وزراعة الأعضاء أو التبرع بها.. إلخ).
لماذا أدعو لاستبدال مُسمى (بطاقة تخفيض أجور إركاب المُعاق)، بإصدار (بطاقة استحقاق خصم وإعفاء) بدلاً عنها؟ بالإضافة للأسباب التي ذكرتها أعلاه، تُشكِّل تجارب بعض الدول الشقيقة سبباً وجيهًا يُستفاد منه, عندما كشفت عن فهم خاطئ لدى بعض الفئات التي تتجاهل الحصول على البطاقة أو إبرازها, بحجة الحرج والخجل من مُسمى البطاقة أو الهدف منها, وكأنَّها (صدقة أو مُساعدة) بينما هي في الحقيقية واجب وطني ومسؤولية مُجتمعية تقدمها كل المؤسسات, لفئات وشرائح غالية علينا، فوجود (بطاقة موَّحدة) بفئات متنوعة حتماً سينعكس على مفهوم منح المسؤولية المُجتمعية، وكيفية الاستفادة منها, بشكل مؤسسي واحترافي أكثر، مع تقديري لكل برامج وأفكار تقديم الدعم السابقة والقائمة لهذه الفئات العزيزة.
وعلى دروب الخير نلتقي.