د. محمد عبدالله العوين
بعد جولة طويلة شملت بريطانيا وأمريكا وفرنسا عاد بحفظ الله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أرض الوطن مظفراً وقد نسج وبنى أحلام «السعودية العظمى».
وبمتابعة تفاصيل هذه الرحلة الطويلة في محطاتها الثلاث يتسنى للمدقق في نوعية المواقع والمراكز المستهدفة بالزيارات وتوقيع عقود الشراكة والصفقات رؤية الأهداف والغايات الوطنية السامية التي تصبو إلى تحقيقها.
وبقراءة مشاهد تلك الرحلة المكثفة والعميقة في تفاصيلها لقائد التحول والرؤية يمكن تسجيل النقاط التالية:
- لم تكن جولة ولي العهد زيارات رسمية قصيرة تخضع للبروتوكول وتقتصر على الاستقبال والمراسم وحفلات التكريم وتوقيع العقود الجاهزة مسبقاً؛ بل اتسمت بالتخطيط الطويل الدقيق والشمولية والبحث في التفاصيل والوقت المتسع الكافي للوقوف على كل ما يمكن الإفادة منه للوطن؛ جامعة أو مصنعاً، أو مركز بحث، أو بنكاً، أو مؤسسة دينية أو ثقافية، أو نخباً علمية متخصصة في أي مجال ينهض بالوطن ويمكن إقامة شراكات معها.
- رافق سمو الأمير وزراء معنيون ومسؤولون مختصون في المجالات المستهدفة بالبحث والإفادة منها، وقد تم اختيارهم بدقة.
- لم يكتف بما يمكن أن يقوم به أولئك المسؤولون من واجبات تخص أعمالهم وما كلّفوا به؛ بل رأى أن يقف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة في أي مجال يتم بحثه أو زيارته؛ للوصول إلى أفضل وأنجع وأسرع طريقة تتحقق بها الاستفادة من المصنع أو مركز البحث أو الجامعة؛ مدنياً أو عسكرياً.
- على الرغم من تعدد أغراض الجولة بين سياسية واقتصادية وعلمية كانت متوازنة ودقيقة في استيفاء ما يحتاج له كل جانب بعمق وأناة.
- بالإضافة إلى بحث القضايا السياسية والاقتصادية والعلمية شهدت العواصم والمدن التي غطتها الجولة بحضور ثقافي وفني وفلكلوري سعودي مدهش على هامش الأنشطة الرسمية لجولة سمو الأمير؛ فقد احتشد البرنامج بلقاءات وندوات مشتركة كان للشخصية السعودية فيها حضور مبهر؛ رجالاً ونساءً، وتنوَّعت الأنشطة بين ندوات اقتصادية وثقافية واجتماعية، ولوحات تشكيلية، وفلكلور وأهازيج ورقص شعبي وغناء سعودي، وعرض أفلام عن المملكة.
وهو جهد ذكي يقدّم صورة حقيقية نابضة بالحياة عن السعودية للشعوب الأخرى، ويصحح صورة قد تكون مشوهة، وهو نوع من الدبلوماسية الناعمة التي تحدث تغييراً إيجابياً هادئاً ومقنعاً في الرؤية نحو بلادنا.
- ركزت الزيارة الميمونة على نقل المعرفة إلى المملكة من خلال التدريب وإقامة المراكز البحثية والمشاركة في التصنيع والبحث والإدارة والتشغيل، وكانت العناصر السعودية التي تم ابتعاثها لتحقيق هذه الغاية حاضرة في لقاءات سمو الأمير أثناء زياراته للجامعات ومراكز البحث والمصانع المختلفة.
- أكدت الزيارة أننا تجاوزنا مرحلة الشراء والاستهلاك، ودخلنا إلى مرحلة اكتساب المعرفة وتوطينها والمشاركة في الإنتاج.
- رسمت الزيارات في كل جولاتها في الدول الثلاث طموح المملكة إلى تحقيق «السعودية العظمى» باكتمال مشروعات وبرامج « رؤية السعودية 2030م « بإذن الله.