د. خيرية السقاف
هذه الحشرة المنمنمة الصغيرة تتنقل من جلد إنسان لآخر..
أرسلت أسرابها تغزو الأماكن حيث يدبون..
ألوف وقد تخيّرتهم مراتع لسكونها, تقض راحة أجسادهم..
حيث يعيشون تواصل احتلالها, كالصهاينة..
حشرة ما لبثت أن نزلت وحلت.. انتشرت, وهددت..
حتى السفر رافقتهم ونزلت بالمدن الكبيرة العصية عليها..
العصية على وثوبها, ومكونها, ولعابها..
«جانا» جربها, تحكنا جلودنا, نتدافع للوقاية منها, نستنفر قوانا لكبحها عن التمدد..
حشرة صغيرة ذات ذؤابات متناثرة زحفت لعقر نظافتنا, وعاثت..
ضحايا احتلالها يتزايدون..
عامة الناس الماشي منهم, والمسافر, المضيف, والبائع, المشتري, والمستنشق الهواء, الملامس السطوح, والمصافح الكفوف «جاهم الجرب»
نزلت في مسام جلودهم الحشرة وابتهَجَتْ..
استنفرت بدقتها, وصغر حجمها, وخفاء ملامحها كبار البشر,
المسؤول, والطبيب, المعلم, والصيدلي, الأب, والأم..
والفرد ذاته..
الكل يركض في همة مكافحتها..
وهي تتنعم في انتشارها..
أتكون عابرة, أو يقُضى عليها؟!
أتصبح وباءً, أو تنزل ردحاً من الزمن قبل أن ترحل؟!..
كتلك الحشرات التي تصيب سلوك الناس, مكافحتها ضرورة, ومعايشتها اضطراراً؟!..