باريس - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على أهمية منع إيران من امتلاك السلاح النووي، وقال سموه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه أمس: لا نريد تكرار اتفاق حدث عام 1938 وتسبب بحرب عالمية ثانية. ووصف سمو ولي العهد الشراكة السعودية الفرنسية بأنها شراكة مهمة للغاية خاصة في هذا الوقت الذي تمر فيه أوروبا والشرق الأوسط بالمتغيرات التي تحدث في العالم.
مصالح متعددة
وقال سمو ولي العهد في مؤتمر صحافي مشترك مع فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية عقد في قصر الإليزيه أمس: «إن المصالح السعودية الفرنسية مصالح متعددة وكثيرة جدا في مختلف المجالات».
التنسيق السياسي
وأضاف سموه «أن التنسيق السياسي والعمل السياسي مهم جداً بين بلدينا بحكم موقع المملكة في العالم الإسلامي وفي العالم العربي وفي دول الخليج وأيضاً موقع فرنسا في أوروبا».
ثلاثة تحالفات
وأشار سموه إلى «أن المملكة العربية السعودية ليست فحسب دولة من أكبر 20 اقتصاد في العالم أو دولة لديها قوة عسكرية وقوة سياسية مهمة.. المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي تقع من ضمن ثلاثة تحالفات.. التحالف الإسلامي والعربي والخليجي وموقع المملكة العربية السعودية في هذه التحالفات موقع استثنائي ليس موقعا طبيعيا أو عاديا، وهذه القوة وهذه العلاقات مع حلفائنا في الشرق الأوسط ومع فرنسا ومع حلفائها في أوروبا بلا شك سوف تكون مهمة جداً لمجابهة كل التحديات في الجانب السياسي».
غابة كبيرة من الإرهاب
وقال سموه إن هناك مبادرات كثيرة جداً نعمل عليها أهمها في دول الساحل.. وكنا نحذر مراراً في الثلاث السنوات الماضية من خطر انتقال الإرهاب بشكل كبير جداً لدول الساحل لأن أغلب الدول في تلك المنطقة اقتصادياتها ضعيفة والأمن فيها ضعيف جداً، وتمركز الإرهاب في موقع دول الساحل سوف يكون انتشاره سهل جداً وسوف نواجه غابة كبيرة جداً من الإرهاب تؤثر على أوروبا وتؤثر على الشرق الأوسط. وأضاف سموه: «مبادرة فخامة الرئيس الفرنسي بأخذ هذا الموضوع بشكل جدي لقيت ترحيبا واسعا في المملكة العربية السعودية ودعما كاملا في كل الاتجاهات».
العلاقة الاقتصادية
وأكد سموه أن العلاقة الاقتصادية بين البلدين مهمة جداً اليوم في ظل وجود مشروع تغيير وتجديد قوي جداً في فرنسا وأيضاً مشروع مماثل في السعودية.
90 % من قدرات المملكة
وأوضح سموه أن المملكة لم تستغل سوى عشرة في المئة من قدراتها وإمكانياتها مضيفا: «هناك 90 في المئة نريد أن نستغلها سواء في قطاع النفط أو قطاع البتروكيماويات أو المواد المستخرجة من النفط أو في قطاع الغاز أو في قطاع الطاقة أو في قطاع المعادن أو في قطاع النقل والتجارة أو في قطاع الخصخصة أو في المحتوى المحلي أو ميزان المدفوعات أو في قطاع الاستثمار.
مبادرات ضخمة
وتابع سموه يقول: «هناك قدرات ومبادرات ضخمة جداً وكل خططنا في المملكة العربية السعودية تتمحور حول القوى السعودية والإمكانيات السعودية وليس لتكرير أي نموذج آخر في العالم.. في ظل وجود مصالح كثيرة بين السعودية وفرنسا سواء بفتح المجال للشركات الفرنسية للاستثمار والعمل في المملكة العربية السعودية أو الاستثمار في فرنسا بمقدرات التي لدينا في المملكة العربية السعودية، فهناك فوائد كثيرة مشتركة وسوف تخلق وظائف في البلدين وتخلق نموا اقتصاديا في البلدين وتبادلا تجاريا إيجابيا للغاية».
التعاون الثقافي
وشدد سمو ولي العهد على أن التعاون الثقافي بين البلدين مهم جداً خاصةً للمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن هدف المملكة العربية السعودية وفق رؤية 2030 أن تكون نقطة محورية بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا.
حماية الآثار
وأضاف: «نحتاج أن نفهم ثقافات العالم وأهمها الثقافة الفرنسية كما أن فرنسا لها دور كبير جداً في حماية الآثار وتطوير الآثار وتطوير المنتجعات والأماكن السياحية المميزة في أنحاء العالم لذلك المملكة العربية السعودية سعت أن تكون فرنسا أحد أهم شركائها في مشروعها في محافظة العلا.. هناك كثير من التفاصيل التي تخدم البلدين وتخدم أوروبا وتخدم الشرق الأوسط وتخدم العالم».
إيران
وحول إيران قال سمو ولي العهد: «هناك مشاريع كثيرة في العالم هدامة وللأسف اليوم أن أغلب هذه المشاريع الهدامة موجودة في الشرق الأوسط.. وبجوارنا في المملكة العربية السعودية هناك النظام الإيراني ونعرف جميعاً هدفه أيديولوجي بحت ليس هدفه خدمة مصالح إيران والمواطنين الإيرانيين بل هدفه خدمة المصالح الإيديولوجية الإيرانية».
دعم طهران للإرهاب
وأشار سموه إلى أن النظام الإيراني لم يستثمر الأموال لبناء شارع أو مجمع سكني أو مجمع صناعي في إيران.. مضيفا: «دفعوا لإرسال صواريخ للسعودية ودعم منظمات إرهابية في أنحاء كثيرة في العالم، وعمل أيضاً النظام الإيراني على دعم الإرهاب ليس فحسب في حزب الله والحوثيين أو هذه المنظمات بل نجد اليوم الكثير من قيادات القاعدة موجودة في إيران بما فيهم ابن اسامة بن لادن الذي ترعرع وتربى وكبر في إيران والآن هو يحاول أن يكون القائد القادم لتنظيم القاعدة».
مخاطر
وأردف سموه: «الجميع يعرف هذه المخاطر وليس لدينا أي ضبابية على هذه المخاطر.. ونحن نستطيع التعامل معها والتأكد أن العالم كله آمن وسليم سواء في الشرق الأوسط أو في أوروبا أو في أماكن أخرى في العالم من هذه الأفكار الهدامة».
ماكرون
وكان فخامة الرئيس الفرنسي استهل المؤتمر الصحفي المشترك بالتعبير عن السعادة باستقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجمهورية الفرنسية.
زيارة مهمة للغاية
ووصف فخامته زيارة سمو ولي العهد إلى فرنسا بأنها مهمة للغاية مشيرا إلى أن محادثاتهما تناولت العديد من القضايا والعلاقات بين البلدين وتطوير التعاون في مختلف المجالات.
شراكة مستمرة
وأكد الرئيس الفرنسي الحرص على بناء شراكة مستمرة بين البلدين على أساس عمل استراتيجي تم تعميقه من الوزراء في البلدين خلال الأيام الثلاثة. وأشار فخامته إلى أن سمو ولي العهد نقل له دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لزيارة المملكة في نهاية هذا العام وأنه قبل الدعوة.
مكافحة الإرهاب
وشدد فخامته على أن البلدين لديهما الرغبة المشتركة لمكافحة جميع أشكال الإرهاب، منوها بالدور المهم للمملكة في هذا المجال.
اليمن
وبشأن اليمن، أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده ستنظم مؤتمرا إنسانيا حول اليمن بحلول الصيف، وقال «سننظم بحلول الصيف مؤتمرا إنسانيا حول اليمن في باريس لاستعراض ما يجري القيام به وسيسمح باتخاذ مبادرات إنسانية جديدة حيال اليمن». وأضاف:» موقف فرنسا واضح في إدانة الهجمات الصاروخية التي يقوم بها الحوثيون والسعي لحل سياسي للصراع «.
نزعة إيران التوسعية
وأكد الرئيس الفرنسي ضرورة الحد من أنشطة إيران ونزعتها التوسعية في المنطقة.
أسئلة الصحفيين
وقد أجاب سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الفرنسي عن أسئلة الصحفيين. ففي سؤال عن موقف فرنسا من الاتفاق النووي الإيراني: قال الرئيس الفرنسي :»يجب التأكيد على استكمال الاتفاق بالنشاط الصاروخي ويجب أن نكون مستعدين إذا استمر النشاط الصاروخي في المنطقة يجب أن نفرض عقوبات بهذا الشأن ويجب أن نتبنى استراتيجية مشتركة للتصدي النشاط التوسعي الإيراني سيتعلق الأمر بالعراق أولاً أو سوريا، ونعرف أن ما يحدث أيضا في لبنان في مجال زعزعة الاستقرار، هذا ما ينبغي علينا القيام به وهذا ما أنوي القيام به.
دوما
وبشأن الهجوم الكيمائي على مدينة الدوما السورية، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستعلن «خلال الأيام المقبلة» ردها على الهجوم الكيميائي، وفي حال قررت شن ضربات عسكرية فسوف تستهدف «القدرات الكيميائية» للنظام. وقال ماكرون «خلال الأيام المقبلة، سنعلن قراراتنا» بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضاف: إن المعلومات التي بحوزة فرنسا أثبتت أن «أسلحة كيميائية استخدمت فعلا وأنه يمكن إلقاء المسؤولية بصورة جلية على عاتق النظام».
انضمام المملكة
ورداً على سؤال حول إمكانية انضمام المملكة إلى ضربات محتملة في سوريا قال سمو ولي العهد:» « إذا كان الأمر يستدعي مشاركة حلفائنا في عملية ضد النظام في سوريا لن نتأخر في ذلك».
الطاقة المتجددة
وبسؤاله عما إذا كانت المملكة تريد الاستفادة من تجربة فرنسا في الطاقة المتجددة قال سمو ولي العهد::» إنه جار البحث الآن مع مجموعة من الشركات الفرنسية للتعاون في شبكات الكهرباء في المملكة العربية السعودية استعداداً لاستقبال 200 ميغاوات خلال الـ 12 سنة القادمة ونعتقد أن هناك فرصا كثيرة مع عدد من الشركات الفرنسية».
العلاقات الثقافية
وحول العلاقات الثقافية بين المملكة وفرنسا قال الرئيس الفرنسي: إن بلاده لديها خبرة في المتاحف الكبرى وكذلك خبرة في مجال أمناء المتاحف وعلماء الآثار وفي إطار الزيارة التي قام بها سمو ولي العهد تم التأكيد على الرغبة في تأكيد هذا التراث وفرنسا مستعدة لذلك وفي إطار الاتفاق الذي وقع اليوم نرغب في مواصلة هذا العمل الذي قمنا به مع الكثير من البلدان في المنطقة من خلال توفير خدمات والسماح لعلماء الآثار والباحثين ببناء شراكات مع المملكة العربية السعودية لمواصلة عملية التطوير وكذلك مرافقة هذا العمل في المجال التراثي والثقافي في المجال الاقتصادي والتحولات التي تحدث فهذا جزء من رؤيتنا للعلاقات الثنائية بين البلدين العلاقات تبنى على رؤية مشتركة لتاريخنا والقدرة على فهم تاريخنا المتبادل وجذور حضاراتنا وهذا أيضاً ثمرة ونتيجة عمل مستمر عمل علمي واقتصادي وثقافي أيضاً.
المدنيون في اليمن
وأكد سمو ولي العهد في إجابته عن سؤال يتعلق باليمن أن التحالف يبذل قصارى جهده لتفادي سقوط خسائر بين المدنيين في اليمن.
آليات الاشتباك
وأضاف: «نعمل دائما مع أصدقائنا في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لمساعدتنا في تطوير آليات التخطيط وآليات الاشتباك لضمان عدم وقوع أي ضحايا من المدنيين بأي شكل من الأشكال.
وأكد سموه أن التحالف حريص جداً ليس على حماية البشر والأبرياء فحسب بل أيضا على حماية الآثار ونقوم ببرامج كثيرة مع اليونسكو والحكومة الفرنسية لتطوير وحماية الآثار في اليمن.
أكبر داعم للمساعدات
وأشار سموه إلى أن المملكة العربية السعودية أكبر داعم للمساعدات في اليمن سواء في الثلاثين سنة الماضية أو في السنوات الثلاث الماضية، وسوف تستمر في هذا الاتجاه.
حرب عالمية
وبخصوص الملف النووي الإيراني، قال سمو ولي العهد:» لا بد من منع إيران من امتلاك السلاح النووي ولا نريد تكرار اتفاق حدث عام 1938 وتسبب بحرب عالمية ثانية».